responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 144
وكادت حركة ابن الزبير تخمد منذ وقت مبكر حينما حاصر الحصين بن نمير ابن الزبير داخل مكة سنة 64هـ لولا أن الله أنقذه بوفاة يزيد بن معاوية وانسحاب جيش الحصين إلى الشام.
ب- الناحية الاقتصادية: تعتمد مكة -بشكل خاص- والحجاز -بشكل عام- في مواردهما الاقتصادية على ما يأتيهما من خارجهما, خاصة من الشام ومصر, وانقطاع هذه الموارد يتسبب في إحداث مجاعة ترهق المقيمين فيهما, وقد أفاد بنو أمية من هذا العامل إفادة كبيرة في صراعهم مع ابن الزبير, فبعد سقوط مصر والشام في أيدي الأمويين انقطعت الإمدادات التي تصل إلى المدينة [1] , وبطبيعة الحال فإن مكة سينالها ما نال المدينة, كما لجأ الأمويون إلى هذا السلاح أيام الحصارين الأول والثاني [2].
ج- الموارد البشرية: تبع قيام حركة الفتوح الإسلامية هجرة العديد من القبائل إلى الأقاليم المفتوحة, وتركزت معظم هذه القبائل في العراق, والشام, ومصر [3] , وقد ترتب على ذلك اختلال معادلة التوزيع السكاني لترجيح كفة هذين الإقليمين على الحجاز الذي عانى من نقص الكوادر البشرية, وهذا النقص في الواقع لم يتح لابن الزبير تكوين جيش قوي يكون مستعدًا في أية لحظة لمهاجمة الخصم, أو أقل تقدير لصد هجومه, ولذلك نجد أن ابن الزبير إزاء هذا الوضع يلجأ دائمًا إلى طلب الإمدادات من العراق, هو بذلك يربط تحركاته بما يكون عليه الوضع في هذا الإقليم من حيث استقراره, واستعداد واليه لإرسال المدد, وهذا مما يفوت على ابن الزبير الكثير من الفرص [4].

[1] فتوح البلدان للبلاذري ص218, عبد الله بن الزبير ص194.
[2] عبد الله بن الزبير, للخراشي ص194.
[3] هجرة القبائل العربية إلى البلاد المفتوحة, للعلي ص23،57.
[4] عبد الله بن الزبير, للخراشي ص195.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست