responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
ولم يكتف ابن عمر - رضي الله عنه - بالحرص على كف نفسه وتجنيبها إراقة
دماء المسلمين, بل سلك بعض السبل التي تؤدي إلى تجنب المسلمين إراقة
الدماء فيما بينهم, من ذلك محاولته الجادة -خلال الخلاف بين ابن الزبير
وعبد الملك بن مروان- لإنهاء القتال بينهما حقنًا لدماء المسلمين [1]. فروى المدائني أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يأمره بتقوى الله وأن يكف نفسه, فكتب إليه عبد الملك أنه سيخرج نفسه ويجعل الأمر شورى, فلما كتب ابن عمر إلى ابن الزبير بذلك لم يلتفت إليه [2].
ب- الحث على السمع والطاعة للإمام القائم ونهيه عن إثارة الفتنة وتفريق الكلمة:
قال ابن عمر رضي الله عنهما: جاءني رجل في خلافة عثمان, فإذا هو يأمرني أن أعتب على عثمان, فلما قضى كلامه قلت له: إنا كنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي: أفضل أمة محمد بعده: أبو بكر وعمر ثم عثمان, وإنا -والله- ما نعلم عثمان قتل نفسًا بغير حق, وجاء من الكبائر شيئًا, ولكنه هذا المال, إن أعطاكموه رضيتم وإن أعطاه قرابته سخطتم. إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم, لا يتركون أميرًا إلا قتلوه, ففاضت عيناه بأربع من الدمع ثم قال: اللهم لا تُرد ذلك [3] , وروى سالم بن عبد الله بن عمر أن أباه قال: لقد عتبوا على عثمان أشياء لو فعلها عمر ما عتبوا عليه [4]. فانظر إلى أي مدى كان حرص عبد الله بن عمر رضي الله عنهما على الدفاع عن

[1] أثر العلماء في الحياة السياسية ص328.
[2] أنساب الأشراف (5/ 195).
[3] المعجم الكبير للطبراني (12/ 285) , ابن عمر, محيي الدين مستو ص82.
[4] العواصم من القواصم ص105،104 ابن عمر, محيي الدين مستو ص83.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست