responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
ويعرضون حياتهم بذلك للخطر, ففي الصحيح عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه, فلزقت قدمه بالركاب, فنزلت فنزعتها وذلك بمنى, فبلغ الحجاج فجعل يعوده, فقال الحجاج: لو نعلم من أصابك! فقال ابن عمر: أنت أصبتني, قال: وكيف؟ قال: حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه, وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم.
وفي رواية عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: دخل الحجاج على ابن عمر وأنا عنده فقال: كيف هو؟ فقال: صالح. فقال: ما أصابك؟ قال: أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله؛ يعني الحجاج [1] ولما خرج الحجاج قال ابن عمر: ما آسى على شيء من هذه الدنيا إلا على ثلاث, وذكر منها: ألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا [2] , يقول الذهبي في تعليقه: يعني بالفئة الباغية الحجاج [3] وأنا أزيد: ومن أرسله.
9 - منهج ابن عمر في الفتن: لم يكن ابن عمر بمنأى عن الأحداث السياسية من حوله, بل كانت له نظراته وتحليلاته لتلك الأحداث, وتميز ابن عمر بمواقفه في الفتن تميزًا واضحًا, فقد عايش عددًا من الفتن التي ابتليت بها الأمة الإسلامية آنذاك, وقد كشفت تلك الفتن عن حكمة بالغة ونظرة ثاقبة للأحداث, مما جعله بحق مدرسة مليئة بالدروس المفيدة والآداب الجمة التي اهتدى بها كثير من الناس في عصره, وأصبحت بعده معلمًا يقتدى به من بعده [4] , كما قال سفيان الثوري -رحمه الله-:

[1] سير أعلام النبلاء (3/ 232).
[2] نفس المصدر السابق.
[3] الطبقات (4/ 185).
[4] أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية ص325.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست