responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 121
محاسنه في مجالسه, وهو يعلم أن ذلك لن يضر ملكه شيئًا [1]. روى ابن كثير أن عبد الملك قال يومًا لجلسائه: من أشجع العرب؟ قالوا: شبيب, قطري بن الفجاءة, وفلان, وفلان. فقال عبد الملك: إن أشجع العرب لرجل جمع بين سكينة بنت الحسين, وعائشة بنت طلحة, وأمة الحميد بنت عبد الله بن عامر بن كُريز, وأمه رباب بنت أُنيف الكلبي, سيد ضاحية العرب, وولي العراقين خمس سنين, فأصاب ألف ألف, وألف ألف, وألف ألف, وأعطى الأمان فأبى ومشى بسيفه حتى مات؛ ذلك مصعب بن الزبير, لا من قطع الجسور مرة ها هنا ومرة ها هنا [2]. إن مدح مصعب الآن لا يضر عبد الملك شيئًا, فقد مضى إلى ربه, وترك له الدنيا بزخارفها, فهو الآن, وبعد أن لم يعد مصعب يشكل خطرًا على ملك عبد الملك, فلا بأس بأن يذكر محاسنه, ولا بأس بأن يؤبنه؛ ولهذا لما جيء برأس مصعب إلى عبد الملك قال: وراوه, فقد -والله- كانت الحرمة بيننا قديمة, ولكن هذا الملك عقيم. وأمر به وابنه عيسى فدفنا [3].
4 - ما قيل من رثاء في مصعب بن الزبير: اشتهر عبيد الله بن قيس الرقيات بالدفاع عن الحركة الزبيرية, وكان شاعرها الأول, ومما قاله في رثاء مصعب بن الزبير:
نَعَت السحائب والغمام بأسرها ... جسدًا بمسكِنَ عاري الأوصال
تُمسى عوائده السباع وداره ... بمنازل أطلالهن بوالي
رحل الرِّفاق وغادروه ثاويًا ... للريح بين صَبا, وبين شمال (4)

[1] الأمويون (1/ 380).
[2] المصدر نفسه (11/ 152).
[3] تاريخ الطبري, الأمويون, للوكيل (1/ 381).
(4) البداية والنهاية (11/ 156).
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست