اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 103
الذي أصبح واليًا عليها من قبل أخيه عبد الله بعد أن بايعه أهلها, وهنا أصبح الصدام محتومًا بين المختار وآل الزبير [1] , فسار مصعب بن الزبير بنفسه إلى قتال المختار في جيش هائل, فحاصره بالكوفة وضيق عليه وما زال حتى أمكن الله منه, فقتله واحتزَّ رأسه, وأمر بصلب كفِّه على باب المسجد, وبعث مصعب برأس المختار مع رجل من الشُّرط على البريد إلى أخيه عبد الله بن الزبير, فوصل مكة بعد العشاء, فوجد عبد الله يتنفَّل, فما زال يصلي حتى أسحر ولم يلتفت إلى البريد الذي جاء بالرأس, فقال: ألقه على باب المسجد, فألقاه ثم جاء فقال: جائزتي يا أمير المؤمنين. فقال: جائزتك الرأس الذي جئت به تأخذه معك إلى العراق.
ثم زالت دولة المختار كأن لم تكن, وكذلك سائر الدول, وفرح المسلمون بزوالها؛ وذلك لأن الرجل لم يكن في نفسه صادقًا, بل كان كاذبًا, وكاهنًا, وكان يزعم أن الوحي ينزل عليه على يد جبريل يأتي إليه [2] , وعن رفاعة بن شداد قال: كنت أقوم على رأس المختار, فلما عرفت كذبه هممت أن أسُلَّ سيفي فأضرب عنقه, فذكرت حديثًا حدثناه عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أمَّن رجلاً على نفسه فقتله, أعطي لواء غدر يوم القيامة» [3] , وقد قيل لابن عمر: إن المختار يزعم أن الوحي يأتيه. فقال: صدق, قال الله تعالى: "وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ" [الأنعام:120]. وعن عكرمة قال: قدمت على المختار, فأكرمني وأنزلني حتى كان يتعهد مبيتي بالليل, قال: فقال لي: أخرج فحدِّث الناس. قال: فخرجت, فجاء رجل فقال: ما تقول في الوحي؟ فقلت: [1] العالم الإسلامي في العصر الأموي ص485, البداية والنهاية (11/ 67). [2] البداية والنهاية (11/ 68). [3] سنن ابن ماجة رقم 2688, حديث صحيح.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 103