اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 85
المبحث الرابع
السلطان ملكشاه
هو السلطان الكبير جلال الدولة أبو الفتح ملكشاه بن السلطان ألب أرسلان محمد بن جغري بك السلجوقي التركي، تملك بعد أبيه، ودبّر دولته النظام الوزير بوصية من ألب أرسلان إليه في سنة خمس وستين [1].
أولاً: تربية ملكشاه على إدارة السلطنة وتوطيد الملك له:
1 - تربيته على إدارة السلطنة: بعد معركة سمرقند التي قام بها السلطان ألب أرسلان سنة 465هـ وقبل وفاته على أثر جرحه بيد يوسف الخوارزمي أمر القواد بمبايعة ابنه، ملكشاه، للمرة الثالثة، وعين وزيره النظام وصيًّا عليه وطلب احترامهما وطاعة أوامرهما [2]، وكان قد أعدّه إعداداً ملكياً ودربه تدريباً سلطانياً، مثلماً أعده أبوه - جغرى بك - من قبل وقد ساعده على ذلك وزيره النظام حيث رغّبه في دراسة العلوم ومرنه على المثابرة والجلد في الحروب، وبهذا تعاون الوالد والوزير معاً على تهيئته لعرش آل سلجوق، ولذلك لم يكتف بتدريبه النظري، كما يربى معظم أبناء الملوك وإنما أنزله الميادين وأشركه في القتال حتى مرن على الحرب وعرف خططها وخدعها وكذلك أراد له أن يتعلم أصول الحكم وتدبير شئون الرعايا بالممارسة وليس عن ظهر قلب فمنحه حكومة «كيلان» وأصدر بذلك منشوراً [3].
2 - تولي السلطنة: وبناء على توصية السلطان الراحل فقد اجتمع قواد الجيش، وأعيان الدولة في حلف خطير لإجراء مراسم الجلوس، وبايعوا السلطان «ملكشاه» سنة 465هـ وعمره - حينذاك - ثمانية عشر عاماً، وقال في خطاب العرش- حينما طلب إليه النظام أن يتكلم [4] -: الأكبر منكم أبي، والأوسط أخي, والأصغر ابني، وسأفعل معكم ما لم أسبق إليه. فأمسكوا فأعاد القول، فأجابوه بالسمع والطاعة [5]، وهي كلمة تدل على نزعته العادلة وامتثاله الآداب الإسلامية, وقد تكون من وضع الوصي عليه «نظام الملك»،
كما تولى هو وأبو سعد المتولي أخذ البيعة له من الأمراء والوجهاء وأطلق الأموال [1] سير أعلام النبلاء (19/ 55). [2] المنتظم سنة 465هـ, نقلاً عن نظام الملك د. عبد الهادي محبوبة، ص 344. [3] نظام الملك، د. عبد الهادي محبوبة، ص 344. [4] المصدر نفسه، ص 345. [5] البداية والنهاية (16/ 38).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 85