responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 83
بين بيزنطة والفاطميين، وانصرف بعد ذلك لمواصلة القتال في إقليم ما وراء النهر حيث قضى نحبه عام 465هـ ولم ينفذ ابنه وخليفته في الحكم، ملكشاه, إلى آسيا الصغرى، غير أن رعاياه من الأتراك اتخذوا من سهول وسط آسيا الصغرى، مراعى تنتجعها الأغنام، وعهد إلى ابن عمه سليمان بن قُتلمش بأن يستولي على هذا الإقليم لصالح الأقوام التركية [1].
دروس وعبر وفوائد: تظهر مجموعة من الفوائد والدروس والعبر من معركة ملاذكرد منها:
- أهمية الإخلاص لله والاستعداد للموت في سبيله واللجوء إليه في تحقيق انتصارات المسلمين في معاركهم الكبرى.
- دور العلماء في تثبيت القادة والجنود وتذكيرهم بالله واليوم الآخر وأثر الوعظ والتذكير في شجاعة الجنود واندفاعهم وخصوصاً عندما يكون العلماء في ميادين النزال وساحات المعارك.
- من أسباب النصر وجود القائد الخبير المحنك والجيش القوى المنظم.
- أهمية الصبر عند مواجهة الأعداء في المعارك, تلك الصفة الربانية التي أمر الله بها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200] فالجيوش الإسلامية التي تتحلى بهذه الصفة يحالفها نصر الله تعالى.
1 - وفاة السلطان ألب أرسلان, الأسد الشجاع: في سنة خمس وستين وأربعمائة قصد السلطان ألب أرسلان ما وراء النهر وعبر نهر جيحون، في مائتي ألف فارس، فأتي بعلج يقال له: يوسف الخُوارزمي, كانت بيده قلعة، قد ارتكب جريمة في أمر الحصن، فحمل مقيداً، فلما قرب منه أمر أن تُضرب له أربعة أوتاد لتشد أطرافه الأربعة إليها ويعذبه ثم يقتله فقال له يوسف: يا مخنث، مثلي يقتل هذه القتلة؟ فاحتد السلطان، وأخذ القوس والنشابة، وقال: حلّوه من قيوده، فَحُلّ، فرماه فأخطأه، وكان مُدِلاًّ برميه، قلما يخطئ فيه، وكان جالساً على سريره، فنزل فعثر ووقع على وجهه، فبادره يوسف المذكور، وضربه بسكين كانت معه في خاصرته، فوثب عليه فرَّاش أرمني، فضربه في رأسه بمرزبة فقتله، فانتقل ألب أرسلان إلى خيمة أخرى مجروحاً وأحضر وزيره نظام الملك وأوصى إليه، وجعل ولده ملكشاه أبا شجاع محمد وليّ عهده [2]، ثم توفي السلطان وذلك في جمادي الآخرة سنة خمس

[1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 52.
[2] شذرات الذهب (51/ 274).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست