responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 585
عليها في أواخر شعبان 518هـ، وتقدم جوسلين أمير الرها بصحبة دبيس بن صدقة [1] - وكان دبيس شيعياً كآبائه [2] - صوب ناحية أخرى من أعمال حلب، وقاما بتدمير مزروعاتها، وقدرت الخسائر بما يقرب من مائة ألف دينار، ومن ثم رحلا ونزلا مع بلدوين على حلب، واجتمع بهم هناك خونة، آخرون من أجل تطمين مصالحهم واقتسام الغنائم في حالة سقوط حلب: سلطان شاه بن رضوان السلجوقي، عيسى بن سالم بن مالك العقيلي، ياغي سيان بن عبد الجبار الأرتقي .. وفرضوا جميعاً الحصار على حلب من شتى جهاتها [3].
ووطَّنوا أنفسهم على المقام الطويل، وأنهم لا يغادرونها حتى يملكوها، وبنوا البيوت لأجل البرد والحر [4]، فضلاً عن ثلاثمائة من الخيام، بينما لم يكن في حلب يومها سوى خمسمائة فارس [5].

ج- أعمال استفزازية صليبية ضد أهالي حلب: بدأ الغزاة بشن هجماتهم الدورية على حلب، وقطعوا أشجارها، وأفسدوا بساتينها وزروعها في محاولة لتدمير اقتصادياتها التي تعتمد على الزراعة بالدرجة الأولى، كما قاموا بتخريب مشاهد المسلمين ونبشوا قبور موتاهم، وسلبوا أكفانهم، وجعلوا من توابيتهم أوعية يتناولون بها طعامهم, وعمدوا إلى من لم تتقطع أوصاله منهم فربطوا في أرجلهم الحبال وسحبوهم أمام أنظار المسلمين المحاصرين في حلب، وجعلوا يصيحون: هذا نبيكم محمد!! وأخذت جماعة منهم مصحفاً من المشاهد المحيطة بحلب وصاحوا: يا مسلمون أبصروا كتابكم!! ثم ثقبه أحدهم بيده ثم شده بخيطين وربطه بأسفل برذون قريب فراح هذا يروث عليه .. وكلما أبصر صاحبه الروث يتساقط على المصحف الشريف صفق بيديه وضحك عجباً وزهواً [6].

د- المقاومة الحلبية الشعبية: لم يكتف الصليبيون بهذا, بل راحوا يمثلون بكل من يقع بأيديهم من المسلمين، فاضطر هؤلاء إلى مجاراتهم بالمثل، وكان يقود المقاومة الإسلامية القاضي أبو الفضل بن الخشاب الذي كان قد تمرّس في أعمال الدفاع منذ بداية العقد، وكان يملك شعبية واسعة في حلب فأصدر أوامره بتوجيه ضربات مباشرة في قلب معسكرات الغزاة, فكانت جماعة من مقاتلي حلب تخرج سراً لتغير على هذه المعسكرات، فتقتل وتأسر وتقفل عائدة من حيث أتت ... وفي الوقت نفسه كانت الرسل تتردد بين الطرفين للتوصل إلى

[1] دراسات تاريخية, د. عماد الدين خليل، ص 15.
[2] سير أعلام النبلاء (19/ 613).
[3] زبدة الحلب (2/ 225 - 226).
[4] الكامل في التاريخ (8/ 642).
[5] زبدة الحلب (2/ 224 - 225) , دراسات تاريخية، ص 15.
[6] دراسات تاريخية، ص 15.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 585
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست