اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 562
- أزالت وفاة قلج أرسلان خطراً شديداً عن صدر الإمبراطورية البيزنطية في وقت حرج، إذ كان بوهمند يستعد لمهاجمة بلاد البلقان في عام 501هـ/1107م انطلاقاً من حصن دورازو المنيع, وقد ضحى الكسيوس كومنين بحدود بلاده الجنوبية الشرقية من أجل إنقاذ دورازو، فعقد معاهدة مع قلج أرسلان حصل بموجبها منه على مساعدة عسكرية، إلا أن وفاته المفاجئة، وعدم وجود شخصية قوية تحل محله، أعطاه الفرصة ليتفرغ وهو مطمئن، لمواجهة خطر بوهمند، الذي انهزم أمامه عام 502هـ/1108م [1].
- جعلت وفاة قلج أرسلان الموقف في آسيا الصغرى مائعاً إذ أن أكبر أولاده الأربعة وهو ملكشاه أضحى أسيراً في يد السلطان محمَّد بعد معركة الخابور، بينما استولت أرملته على ملطية والأقاليم الشرقية بمساعدة الأمير أيدبر الذي اعترف بسيادة طغرل أرسلان، أصغر أولاد قلج أرسلان، على بلاد الروم، أما الأخوان الآخران، وهما مسعود وعرب، فقد عاش الأول في بلاد الدانشمنديين في حين استقر الثاني في قونية [2].
- لم يكن انهيار الحكم المركزي لسلاجقة الروم لصالح البيزنطيين، لأن أولئك استمروا في شن الغارات على أراضي الإمبراطورية على بعض الحصون في المناطق الحدودية [3]، على أنه لم يشأ أن يغامر بالقيام إلى قيليقية أو إلى بلاد الشام، وكان هذا التصرف منه لصالح السلاجقة الذين تفرغوا لمعالجة مشكلاتهم الداخلية [4].
4 - جاولي سقاوة: بعد وفاة قلج أرسلان وغرقه في نهر الخابور عام500هـ/1107م أضحى بوسع جاولي أن يدخل الموصل، غير أن ما اقترن به حكمه من الوحشية لم يلبث أن جعله مكروهاً عند الناس, كما أنه لم يزد عن جكرمش فيما أظهره من الاعتراف بسلطة السلطان محمد على الرغم من أنه خطب باسمه في الموصل [5]، إذ أعلن استقلاله وقطع كل صلة به، مما دفع السلطان محمدًا لأن يعهد في شهر ذي القعدة عام 501هـ/شهر حزيران عام 1108م إلى أحد رجاله، وهو مودود بن التونتكين بطرد جاولي من الموصل والحلول مكانه في حكمها [6]، وهكذا اضطر جاولي إلى الفرار مجدَّداً من الموصل، وذهب إلى الجزيرة حيث التفَّ حوله جميع أعداء الدولة السلجوقية وعلى رأسهم قبيلة بني مزيد العربية، كما لم يتردد في محالفة القوى الصليبية المجاورة، فأطلق سراح بلدوين الثاني دي بورج أمير الرها، [1] تاريخ السلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 112. [2] تاريخ السلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 112. [3] المصدر نفسه، ص 112. [4] المصدر نفسه، ص 112. [5] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 68. [6] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل، ص 68.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 562