responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 513
عندهم مدة وقتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم مالا يحصى عدده إلا الله تعالى [1]. ثم بين -رحمه الله- تواطؤهم مع الصليبيين فقال: ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية، إنما استولى عليها النصارى من جهتهم، وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين, فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل، وانقهار النصارى، بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار [2].
وأشار - رحمه الله- إلى مهادنة العبيديين والفاطميين للصليبيين وتفريطهم في بيت المقدس فقال: فهؤلاء المحادون لله ورسوله، كثروا حينئذ بالسواحل وغيرها، فاستولى النصارى على الساحل، ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره [3].
وبيَّن تعاونهم مع المغول فقال: ثم إن التتار مادخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم فإن منجِّم هولاكو الذي كان وزيرهم وهو «النصير الطوسي» كان وزيراً للحشاشين في ألموت وهو الذي أمر بقتل الخليفة
وبولاية هؤلاء [4].
وبيَّن -رحمه الله- حكم التعامل معهم فقال: .. وأمّا استخدام هؤلاء في ثغور المسلمين، أو حصونهم، أو جندهم، فإنه من الكبائر، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم، فإنهم من أغش الناس للمسلمين، ولولاة أمورهم [5] , ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يضلوا غيرهم، ويحرم النوم معهم في بيوتهم ورفقتهم والمشي معهم، وتشييع جنائزهم [6].

ثامناً: انتشار الفكر الشيعي الرافضي والباطني:
هل كان يتصور أن يصمد المسلمون أمام الصليبيين وقد تفشى الرفض وانتشرت البدع وقامت للمبتدعة دول. فالعبيدون الفاطميون بمصر (297 - 567هـ) , والبويهيون قد تملكوا مقاليد الأمور في بغداد وأهانوا الخلفاء أسوأ إهانة, والقرامطة وما فعلوه بالحجيج سنة 317هـ، بل بأهل دمشق سنة 360هـ فقد أوقعوا بأهلها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت, ومحاولتهم إضعاف الدولة العباسية، وبنو حمدان (317 - 394هـ) بحلب، والأسديون في الحلة (403 - 545هـ) لم يكتفوا بإماراتهم بل شاركوا في أحداث الدولة العباسية من إثارة الفتن على الخليفة، فهذا دبيس أميرهم يرغم على الجلاء عن الحلة فيذهب إلى الشام ويساعد

[1] فتاوى ابن تيمية، ص (35/ 150).
[2] المصدر نفسه (35/ 151).
[3] المصدر نفسه (35/ 151 - 152).
[4] المصدر نفسه (35/ 151 - 152).
[5] المصدر نفسه (35/ 155 - 162).
[6] المصدر نفسه (35/ 155 - 162).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست