responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 506
الحصار [1]، وهكذا لم يكن مسلمو إسبانيا في حالة تسمح لهم بأن يرسلوا أي نجدة ضد الصليبيين في الشرق ذلك لأنهم كانوا مشغولين بالصراع ضد مسيحيي إسبانيا، هذا إلى جانب النزاع فيما بينهم [2].

خامساً: دور النصارى الذين كانوا يعيشون في بلاد الشام:
كان المسيحيون يشكلون عنصراً مهماً من العناصر السكانية في بلاد الشام، وكانوا ينقسمون في بلاد الشام إلى عناصر مختلفة, فمنهم المسيحيون السوريون، والأرمن واليونان، أما المسيحيون السوريون فقد قاموا بدور ملحوظ بالنسبة للحملة الصليبية الأولى، فقد تعاونوا مع الصليبيين في انتزاع بيت المقدس من المسلمين. ولتوضيح موقف مسيحي الشام من الحملة الصليبية الأولى نذكر أنه كان لمساعدة مسيحيي «ارتاح» أثر كبير في استيلاء الفرنج عليها سنة 490هـ/ 1097م، حيث قام سكان البلد المسيحيون بذبح الحامية الموجودة في «ارتاح» [3]. وعندما اقترب الصليبيون من أنطاكية لم يجدوا صعوبة في التماس الأصدقاء في داخل المدينة, ذلك أنه انضم إلى المعسكر الصليبي عدد كبير من المسيحيين من سكان أنطاكية الذين دأبوا على الاتصال بأقاربهم في داخل المدينة من خلال باب القديس جورج في الغرب، فتيسر للصليبيين الوقوف على ما يحدث داخل أنطاكية [4]، وقد قاسى الصليبيون من المجاعة التي لحقت بهم أثناء حصار أنطاكية حتى إنه كان يموت شخص من بين كل سبعة أشخاص، ولذلك سارع النصارى والأرمن بتقديم كل ما استطاعوا جمعه إلى المعسكر الصليبي [5]، وكان للنصارى أيضاً دور ملحوظ في استيلاء الفرنج على معرة النعمان 491هـ- 1098م وعندما اشتد الجوع والعطش بالصليبيين المحاصرين لبيت المقدس سنة 492هـ قام النصارى بدور المرشدين إلى مناطق الغابات والينابيع، كما أنهم ساعدوا صنجيل الفرنجي في حصار طرابلس سنة 495هـ ([6]
وأما الأرمن فيتضح موقفهم عندما وصل الصليبيون إلى منطقة أرمينية في جبال طوروس فقد مد لهم سكانها من الأرمن المسيحيين يد المساعدة وأحسنوا استقبالهم ومعاملتهم, وزودوهم بكل ما كانوا يحتاجون إليه من مؤن وأقوات, ولولا ذلك لأخفق الفرنج في مواصلة الزحف ولألحق بهم السلاجقة هزيمة منكرة، ولكن هذه المساعدات التي تلقوها من الأرمن هيأت لهم الجو لمواصلة العدوان

[1] الحروب الصليبية. المقدمات السياسية، ص 284.
[2] الحروب الصليبية. المقدمات السياسية، ص 284.
[3] الحروب الصليبية. المقدمات السياسية، ص 284.
[4] الشرق الأوسط والحروب الصليبية للعريني (1/ 237).
[5] الحروب الصليبية, المقدمات السياسية، ص 269.
[6] الكامل في التاريخ (8/ 446).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست