responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 486
وإننا لنستذكر، أمام وحشية الحضارة الغربية وهمجية الروح الصليبية هذه ما قاله المفكر الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب: لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب [1].
ولا شك أن رجال الدين المسيحي لهم دور أساسي في هذه المذبحة، فقد كانوا يحفزون الصليبيين للانتقام للسيد المسيح ابتداء بالبابا أوربان الثاني وانتهاء برجال الدين المرافقين للحملة الصليبية [2].
8 - دور رجال الدين المسيحي في سقوط القدس: ويظهر دور رجال الدين المسيحي في سقوط القدس بصورة جلية، فبعد أن اشتدت مقاومة المسلمين لهم، مع اشتداد درجة حرارة الجو عليهم، وانعدام مياه الشرب، شعر رجال الدين المسيحي بالإحباط والوهن الذي أصاب الصليبيين, وقد قام أحد القساوسة وأشاع بأنه رأى الأسقف أدهيمر في منامه يأمره أن ينبه الصليبيين بالكف عن أنانيتهم، وأن يصدقوا النية في أداء المهمة التي خرجوا من أجلها، وأن يتجهوا بقلوب صافية إلى الله، وأكد لهم أن النصر سيتم لهم خلال أيام قلائل، على أن يخرجوا حفاة في موكب يسيرون به حول أسوار بيت المقدس [3]. وعلى الفور عقد قادة الحملة الصليبية الأولى اجتماعاً يدرسون فيه كيفية تنفيذ ما طلبه أدهيمر في هذه الرؤيا. ويصف المؤرخ اللاتيني توديبود - أحد المشاركين في هذه الأحداث- فيقول: عقد قادتنا اجتماعاً أوصاهم فيه المطران والقساوسة بالسير حول أسوار بيت المقدس حفاة الأقدام, يرتدون ملابس الكهنوت المقدسة، يحملون في أيديهم الصلبان, ينشدون المزامير، ويدعون السيد عيسى المسيح لتخليص المدينة المقدسة، والقبر المقدس من أيدي الكفرة، وأن يضعوها بين أيادي المسيحيين حتى يتمكنوا من أداء طقوسهم المقدسة .. وكان جميع رجال الدين يرتدون نفس الملابس ويحيط بهم جميعاً على الجانبين الفرسان وتابعوهم بكل عدتهم وعتادهم ([4]
وعندما رأى المسلمون موكب الصليبيين الحفاة وهم يطوفون حول أسوار بيت المقدس، وقفوا على طول أسوار المدينة يحملون المصاحف المغطاة بالقماش على أسنة الرماح وينفرد توديبود -كشاهد عيان - بهذا الوصف الدقيق لرد فعل المسلمين على مسيرة الصليبيين حول بيت المقدس، فأوضح أن المسلمين عندما رأوا ذلك المشهد، ساروا على نفس الطريقة على طول أسوار المدينة يحملون رماحًا مغطاة بقماش مرسوم عليه اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ولما وصل المسيحيون عند كنيسة القديس ستيفن، بينما وقف المسلمون

[1] حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي، ص 73.
[2] القدس عشية الغزو الصليبي ص123.
[3] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدني في الجهاد ضد الصليبيين، ص 245.
[4] المصدر نفسه، ص 245.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست