responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
هدم الخلافة العباسية، وإفساد عقيدة الأمة. العجيب أنهم قصدوا دمشق في جحفل عظيم، فقاتلهم نائبها فهزموه عدة مرات، وكان ذلك بقيادة يحيى بن زكرويه الذي ادعى عند القرامطة أنه محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، وقد كذب في ذلك.
- حرص حكام الدولة التي تسمى زوراً وبهتاناً بالدولة الفاطمية على إفساد عقيدة السلف، بفرض عقيدة الرافضة بالقوة على الأمة، وقتل أهل السنة والجماعة، وعلمائهم وفقهائهم، وسب الخلفاء الراشدين وصحابة رسول الله - رضوان الله عليهم - على المنابر، كما أن بعض حكامهم قد ادعوا الألوهية.
- عزل مسلمي مصر عن إخوانهم في بلاد الشام والشمال الإفريقي وأثناء العزل جرى القضاء على المقاومة الإسلامية ببيت المقدس وبلاد الشام والاستيلاء عليها [1].
لم يكن نجاح النصارى في انتراع بيت المقدس من أيدي الفاطميين مصادفة بلا خلفيات، لا .. بل الذي يدرس تاريخ الروافض، بل إن الذي يدرس تاريخ الشيعة الروافض الباطنيين ويتعرف على هويتهم المشبوهة يسهل عليه استيعاب حقيقة الأمر الذي سارت عليه الأحداث، فالدولة الفاطمية الرافضة كانت إحدى الحركات الباطنية التي أعملت معاول الهدم في صرح الأمة الإسلامية، وكانت أيضاً سبباً في ضعف دولة الخلافة العباسية والتضحية بالأرض المقدسة، وتعامي الطرفان عن الخطر الصليبي منشغلين بالصراع بينهما. وما أشبه الليلة بالبارحة عندما انشغل العرب والترك بالنزاع بينهما حتى استلب النصارى الإنجليز أرض فلسطين ثم أسلموها إلى اليهود ولا تزال الليالي تشبه البارحات، لقد بلغ من عمالة الفاطميين أو بالأحرى الباطنيين العبيديين الروافض - أن استعانوا بالصليبيين للقضاء على السلاجقة الأتراك، وفي الوقت الذي كان الصليبيون في طريقهم إلى القدس، وكانت مدن الشام تتساقط تحت أقدامهم، كان الفاطميون والسلاجقة يتناوبون التنازع على المدينة المقدسة متجاهلين خطر الجيش النصراني, ولم يحرك قائد الفاطميين ساكناً إلا عندما جاء الخبر بحصار الصليبيين للقدس ([2]
ولاحت الفرصة الذهبية لأهل الصليب لكي ينفثوا أحقاد قرون خلت في جسد الأمة الإسلامية، ولكي يحققوا حلماً دينياً, وهدفاً سياسياً, ومغنماً اقتصادياً لا تعوض فرصته خاصة أن الوقت كان في بداية الألفية الثانية التي اعتقدت طوائف كثيرة من النصارى أن المسيح عيسى ابن مريم سيعود فيها إلى الأرض ليحكمها كلها من

[1] أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ. الطريق إلى بيت المقدس، ص 69.
[2] قبل الكارثة نذير ونفير، ص 129.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست