responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 458
المبحث الثالث
بدء الحرب الصليبية الأولى
بعد خطبة البابا أوربان الثاني في كليرمونت بفرنسا التي دعا فيها إلى الحرب الصليبية، طلب من رجال الكنيسة أن يعودوا إلى بلادهم، كيما يبشروا بالحرب, واجتهد رجال الكنيسة في ذلك وكانت الثمرة الطبيعية للدور الدعائي الكبير الذي قام به البابا ومن وثق فيهم، قيام الحرب الصليبية الأولى والتي انقسمت إلى قسمين، حملة العامة، والثانية حملة الأمراء، واحتلت الحملة الصليبية الأولى بشقيها اهتماماً كبيراً لا نظير له من جانب المؤرخين المعاصرين سواء اللاتين أو البيزنطيون أو المسلمون وكذلك من جانب المؤرخين المحدثين الذين تخصصوا في دراسة الحروب الصليبية, ولعل مرجع ذلك يكمن في النتائج الخطيرة التي نتجت عن تلك الحملة على نحو خاص، حيث أدت إلى تأسيس إمارات صليبية في الشرق طال عمر بعضها إلى قرنين من الزمان [1].

أولاً: حملة العامة الغوغاء:
على إثر دعوة البابا، قامت حركة شعبية ضخمة ارتبطت باسم «بطرس الناسك» الذي بدأ يتجول غرب أوربا، بثيابه الرثة وقدميه العاريتين وحماره الأعرج، يدعو العامة والدهماء، وقد استجابوا له في سرعة غريبة، استجاب له الفلاحون والمعدمون بسبب الظروف القاسية التي كانوا يعيشون فيها، فلا داعي للخوف لديهم من ألموت، وهم في حال أقرب إلى ألموت البطئ فعلاً، ومن ثم ظهر زعيم آخر من زعماء العامة هو «والتر المفلس» وسرعان ما قاد أتباعه عبر «هنغاريا» ثم أراضي الدولة البيزنطية. وفي الطريق إلى بلاد المشرق الإسلامي، اخترقت تلك الجموع الصليبية بلاداً نصرانية فأخذوا ينهبون ويسلبون ويعتدون على الأهالي الآمنين. ورغم كل ذلك فقد رحب الحكام البيزنطيون في أول الأمر في البلقان بتلك الجموع الهائمة، رغم مظهرها الرث، وتنظيمها السيئ وجهل أفرادها بأبسط مبادئ القتال، وشق حملة الصليب طريقهم إلى صوفيا وأدنة حتى بلغوا القسطنطينية في يوليه سنة 1096م وهناك سمح لهم إمبراطور بيزنطة بالانتظار خارج أسوار العاصمة حتى وصول بطرس الناسك، أما بطرس الناسك فقد غادر كولونيا في أبريل عام 1096م على رأس جمع غفير مخترقاً ألمانيا وهنغاريا، وقد أحدثوا مذبحة بين أهالي هنغاريا في بلدة «سملين» أسفرت عن

[1] دور الفقهاء والعلماء، ص 241.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 458
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست