responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 451
تخليص المدينة المقدسة. وقد وصل عددهم إلى 300 ألف [1]. وإزاء هذا الموقف من المتحمسين لأدهمير عينه البابا أوربان الثاني ممثلاً شخصياً ونائباً عنه ليوضح للجميع أن الحملة تحت إشراف الكنيسة، بل تحت إشرافه هو مباشرة [2].
جـ - ما يستنتج من خطاب البابا أوربان الثاني؟ قام الدكتور محمد مؤنس عوض بدراسة واعية للحروب الصليبية واستفاد من مراجعهم وقام بتحليل لخطاب البابا من خلال أربعة نصوص لأربعة من المؤرخين المعاصرين، هم فوشيه الشارترى، وروبير الراهب, وجوبرت النوجتي, ويودريك الدولى، وهناك تصور بأن فوشيه الشارترى كان من بين الذين حضروا مجمع كليرمنت، وبصفة عامة، من الممكن عقد مقارنة بين النصوص الواردة في مؤلفات المؤرخين الأربعة من أجل التوصل إلى حقيقة ما أعلنه البابا في خطبته الشهيرة، وعند مقارنة تلك النصوص يمكن استنتاج الآتي:
- وجه البابا حديثه إلى جنس الفرنجة من أجل التركيز على البعد الإثني أو العرقي، وأوضح أن الله قد ميزهم بموقع بلادهم، وبعقيدتهم الكاثوليكية، وعمل على تذكيرهم بالبعد التاريخي من خلال أمجاد شارل مارتل وشارلمان وما قدماه للمسيحية من خدمات جليلة، على نحو عكس أهمية حافز «الذاكرة التاريخية» في تشكيل تلك الظاهرة التاريخية الكبرى [3].
- أشار البابا إلى أن هناك أخباراً مؤسفة ومزعجة قدمت من الشرق مفادها أن جنساً ملعوناً وهم عرق ملعون غريب تماماً عن الله وهم حقاً جيل لم يتوجه بقلبه أو يعهد بروحه إلى الله [4]، ويقصد بذلك الأتراك السلاجقة، ذبحوا المسيحيين الشرقيين، وحولوا الكنائس إلى أسطبلات لخيولهم وأن دماء أولئك المسيحيين تنادي مسيحيي الغرب من أجل إنقاذهم من براثن أعدائهم الكفار.
- عمل البابا على إثارة مطامع سامعيه في ثروات الشرق فأوضح أن الأرض في الغرب الأوربي ولاسيما في فرنسا ضاقت بسكانها، وطلب من الناس الذهاب إلى الشرق حيث أرض كنعان التي تفيض لبناً وعسلاً وفي ذلك الدليل الجلي الذي لا يقبل ارتياب مرتاب على أن البعد الاقتصادي للحركة الصليبية، قد تم الإعلان عنه بصراحة كاملة منذ اللحظات الأولى لميلادها.

[1] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى، ص 237.
[2] الحرب الصليبية، حسن حبشي, ص 51 دور الفقهاء، ص 238.
[3] الحروب الصليبية .. العلاقات بين الشرق والغرب، ص 67.
[4] الحروب المقدسة. الحملات الصليبية وأثرها على العالم اليوم, كارين أرمسترونغ، ص 35.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست