responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 424
وقام الشيخ إلى خلوته، ودخلوا على السلطان، واستغاثوا من الأنصاري وأنه مُجَسِّمُ، وأنه يترك في محرابه صنماً يزعم أن الله تعالى على صُورته، وإن بعث السلطان الآن يجده، فعظم ذلك على السلطان، وبعث غلاماً وجماعة، فدخلوا وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم، فألفى الغلام الصنم، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري، فأتى فرأى الصنم والعلماء وقد اشتد غضب السلطان، فقال له السلطان: ما هذا؟ قال: صنم يعمل من الصُّفر شبه اللعبة. قال: لست عن ذا أسألك قال: فعمَّ يسألني السلطان؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول: إن الله على صورته. فقال شيخ الإسلام بصولة وصوت جهوري: سبحانك هذا بهتان عظيم، فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأخرج إلى داره مُكرَّماً وقال لهم: اصدقوني وهَدَّدهُم، فقالوا: نحن في يد هذا في بَليَّة من استيلائه علينا بالعامَّة، فأردنا نقطع شره عنا، فأمر بهم، ووكَّل بهم وصادرهم، وأخذ منهم وأهانهم [1].
- دعاء الإمام الجويني له: قال أبو الوقت السجزي: دخلت نيسابور، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجويني، فقال: من أنت؟ قلت: خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري, فقال: - رضي الله عنه -. قال الذهبي: اسمع إلى عقل هذا الإمام، ودع سَبَّ الطغام، إن هم إلا كالأنعام [2].
- تقديمه لكتاب أبي عيسي الترمذي على البخاري ومسلم: قال أبو إسماعيل الأنصاري: كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم. قال ابن طاهر قلت: ولم؟ قال: لأنهما لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبيَّنها فيصل إلى فائدته كل فقيه وكل مُحدث [3].
- في مجلس نظام الملك: قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا أن السلطان ألب أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك فاجتمع إليه أئمة الحنفية وأئمة الشافعية للشكوى من الأنصاري ومطالبته بالمناظرة، فاستدعاه الوزير، فلما حضر، قال: إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك، فإن يكن الحق معك؛ رجعوا على مذهبك، وإن يكن الحق معهم، رجعت أو تسكت عنهم، فوثب الأنصاري، وقال: أُناظر على ما في كُمِّي. قال: وما في كُمِّكَ؟ قال: كتاب الله - وأشار إلى كُمه اليمين - وسنة رسول الله - وأشار إلى كمه اليسَار - وكان فيه «الصحيحان» فنظر الوزير إليهم مستفهماً، فلم يكن فيهم من ناظره من هذا الطريق [4].
- مصدر رزقه: كان أبو إسماعيل الأنصاري على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب, إماماً كاملاً في التفسير، وحسن السيرة في التصوف، غير مشتغل

[1] سير أعلام النبلاء (18/ 512).
[2] المصدر نفسه (18/ 513).
[3] المصدر نفسه (18/ 513).
[4] المصدر نفسه (18/ 511).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست