responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 415
وصل إليها الغزالي في حياته العلمية هي اعتماد مرجعية الصحابة في علمهم وسيرتهم وسلوكهم ويعتبرهم حجة على من بعدهم, وأنهم معيار لصحة الاعتقاد والسلوك, وهذا صحيح ويعني ضرورة اهتمامنا بمعرفة سيرهم وسلوكهم وعبادتهم وجهادهم وخصوصاً الخلفاء الراشدين الذين حثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التمسك بسنتهم.
* شد النكير على المتكلمين: حيث قال: والدليل على تضرر الخلق به: المشاهدة والعيان والتجربة، وما ثار من الشر منذ نبغ المتكلمون وفشت صناعة الكلام مع نهي العصر الأول من الصحابة عن مثل ذلك, ويدل عليه أيضاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة بأجمعهم ما سلكوا في المحاجّة مسلك المتكلمين في تقسيماتهم وتدقيقاتهم. لا لعجز منهم عن ذلك، فلو علموا أن ذلك نافع لأطنبوا فيه، ولخاضوا في تحرير الأدلة خوضاً يزيد على خوضهم في مسائل الفرائض [1]. وأشار إلى مسألة مهمة وهي: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا محتاجين إلى محاجة اليهود والنصارى في إثبات نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فما زادوا على أدلة القرآن شيئاً, وما ركبوا ظهر اللجاج في وضع المقاييس العقلية وترتيب المقدمات, كل ذلك لعلمهم بأن ذلك مثار الفتن ومنبع التشويش، ومن لا يقنعه أدلة القرآن لا يقمعه إلا السيف والسنان, فما بعد بيان الله بيان [2].
* توسع في النهي عن البدعة والابتداع في مواضع كثيرة من هذا الكتاب حيث يقول: وكذلك العوام إذا طلبوا بالسؤال عن هذه المعاني يجب زجرهم ومنعهم، وضربهم بالدرة كما كان يفعل عمر - رضي الله عنه - بكل من سأل عن الآيات المتشابهات، وكما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإنكار على قوم رآهم خاضوا في مسألة القدر وسألوا عنه فقال عليه السلام: فبهذا أمرتهم؟ وقال: إنما هلك من كان قبلكم بكثرة السؤال [3]. ويضيف قائلاً: ولذلك أقول: يحرم على الوعاظ على رؤوس المنابر الجواب عن هذه الأسئلة بالخوض في التأويل والتفصيل بل الواجب عليهم الاقتصار على ما ذكرناه وذكره السلف [4].
* إقبال الغزالي على القرآن الكريم وصحاح الأحاديث: فقد عرف عنه -رحمه الله- أنه أقبل في أواخر عمره على الأحاديث الصحاح، فاتخذ لنفسه معلمين يحفظ عليهم الصحيحين، وكان يسمع في آخر حياته صحيح البخاري من أبي سهيل محمد بن عبد الله

[1] إلجام العوام، ص 88، 89.
[2] المصدر نفسه، ص 89، 90.
[3] مسلم رقم 2666 بلفظ آخر.
[4] إلجام العوام، ص 70, هذا إذا سألوا عن الكيفية كقول القائل لمالك: كيف استوي؟
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 415
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست