responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
يعرف الصحيح من السقيم والمقبول من المردود، الخبراء الذين آتاهم الله المعرفة بالحديث رواية ودراية، ولم يكن الغزالي منهم بحكم بيئته العلمية وما غلب عليها من ثقافته, وهذه نقطة ضعف عند الغزالي وكذلك عند كثير من الصوفية: أنه لم يتعمق في العلوم المنقولة من التفسير الأثري والحديث وآثار السلف التي هي أساس العلوم الشرعية، وقد اعترف في كتابه «قانون التأويل» بأن بضاعته في علم الحديث مزجاة، فهذا جعله يستدل بأحاديث ضعيفة أو لا أصل لها، أو موضوعة مختلفة، كما يغفل عن أحاديث صحيحة، أو متفق عليها، في موضوعه، كان يجب أن يذكرها، وربما لو عرفها لغيرت من مسار تفكيره [1]. وقد ذكر ابن تيمية أن الغزالي في أواخر عمره قطع بأن كلام الفلاسفة لا يفيد علماً ولا يقيناً، بل وكذلك قطع في كلام المتكلمين [2]، قال: وآخر ما اشتغل به النظر في صحيحي البخاري ومسلم، ومات وهو مشتغل بذلك [3].
وقد اعتذر مجموعة من العلماء عن الغزالي عن استناده للأحاديث الضعيفة وخاصة في الأحياء بأن الكتاب في الرقائق والترغيب وفضائل الأعمال، والعلماء أجازوا رواية الضعيف في هذا المجال, وممن اعتذر بذلك للغزالي ابن كثير حيث قال عن الإحياء: وهو كتاب عجيب، يشتمل على علوم كثيرة من الشرعيات، وممزوج بأشياء لطيفة من التصوف وأعمال القلوب، لكن فيه أحاديث كثيرة غرائب ومنكرات وموضوعات كما يوجد في غيره من كتب الفروع التي يستدل بها على الحلال والحرام، فالكتاب الموضوع للرقائق والترغيب والترهيب أسهل أمراً من غيره [4]. ومما ينبغي ذكره هنا أن الحافظ زين الدين العراقي، قد خدم الكتاب خدمة جليلة بتخريجه الموجز لأحاديثه المطبوع معه في حاشيته، والمسمى «المغني عن حمل الأسفار، بتخريج ما في الإحياء من الأحاديث والأخبار» فعلى كل قارئ للإحياء يجب مراجعة تخريج العراقي ليعرف منه درجة الحديث، وإن كان فيه ما يتعقب، ولكنه مهم ونافع على كل حال [5].

ثامناً: كتاب إحياء علوم الدين:
كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي من الكتب التي تباينت فيها الأنظار، فمن مادح له مطلقاً ساكت عن طوامه، ومن قادح فيه مطلقاً، ساكت عن محاسنه, والأئمة الراسخون في العلم توسطوا فيه فأعطوه حقه من المدح والقدح، وأنزلوه منزلته التي

[1] الإمام الغزالي بين مادحيه وناقديه للقرضاوي، ص 138.
[2] المصدر نفسه، ص 139.
[3] مجموع الفتاوى (16/ 214).
[4] البداية والنهاية (16/ 214).
[5] الإمام الغزالي بين مادحيه وناقديه، ص 143.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست