responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 380
الكلابية ([1]
وبعد أن أثنى ابن تيمية على عقيدة هؤلاء المشايخ من الصوفية، عتب على أبي القاسم القشيري أنه لم يذكر في رسالته الأولياء الكاملين الذين كانوا في القرون الثلاثة الأولى [2]، فقال: وما ذكره أبو القاسم في رسالته في اعتقادهم وأخلاقهم وطريقتهم، فيه من الخير والحق والدين أشياء كثيرة، ولكن فيه نقص عن طريقة أكثر أولياء الله الكاملين، وهم نقاوة القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم، ولم يذكر في كتابه أئمة المشايخ من القرون الثلاثة [3].
وهكذا نرى أن ابن تيمية لم ينكر طريقة الصوفية في أصلها بل أثنى على مشايخها الذين استقاموا على الطريق، ولم يعدهم خارجين على طريق السلف [4]، وقد نقل كلام القشيري التالي: اعلموا أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد، ليس فيه تمثيل ولا تعطيل. ثم قال ابن تيمية: قلت: هذا كلام صحيح، فإن كلام أئمة المشايخ الذين لهم في الأمة لسان صدق، كانوا على ما كان عليه السلف وأهل السنة، من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل، وهذه الجملة يتفق على إطلاقها عامة الطوائف المنتسبين إلى السنة، وإن تنازعوا في مواضع [5]. وهكذا يثني ابن تيمية على الصوفية - السليمة - بأن اهتمامهم بالعمل أكثر من اهتمامهم بالقول. ولا بد من هذه التوطئة عند الحديث عن الغزالي والصوفية ولا ندعي العصمة للغزالي ولا غيره لأن العصمة للأنبياء والمرسلين أما غيرهم من الناس فيخطئ ويصيب.
1 - بدء طريق التصوف عند الغزالي: قد تحدثت فيما مضى عن التحول الكبير الذي حدث للغزالي, وكيف استطاع أن يتغلب على أمراض النفس من حب الصيت والجاه والمنصب والشهرة بعد أن أعانه الله على ذلك, ويبدو أن الغزالي اختار طريق الصوفية بعد جهد جهيد وهو بنفسه يوضح لنا كيف سلك الطريق فقد قال: ثم إني أقبلت بهمتي على طريق الصوفية، وعلمت أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل, وكان حاصل عملهم، قطع عقبات النفس، والتنزه عن أخلاقها المذمومة، وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى, وتحليته بذكر الله. وكان العلم أيسر عليَّ من العمل، فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم، مثل «قوت القلوب» لأبي طالب المكي، رحمه الله, وكتب الحارث المحاسبي، والمتفرقات المأثورة عن الجنيد، والشبلي، وأبي يزيد البسطامي،

[1] الاستقامة (1/ 82 - 84).
[2] الإمام الغزالي للشامي، ص 13.
[3] الاستقامة (1/ 89).
[4] الإمام الغزالي للشامي، ص 13.
[5] الاستقامة (1/ 90 - 91).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست