responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 370
لكتاب «تهافت الفلاسفة» على أن عرض الغزالي لمسائل الفلسفة كان أحسن من عرض الفلاسفة أنفسهم لهذه المسائل، عندما قارن في بعض المسائل بين أسلوب الغزالي، وأسلوب ابن سينا، وخلص إلى القول بأن منهج الغزالي أوضح وأدق [1]. وبطرح كتاب «مقاصد الفلاسفة» استطاع الغزالي أن يحقق أموراً مهمة ساعدته على كسب المعركة القادمة منها أنه:
- أزال الهالة الكبيرة عن الفلسفة وجعلها في المتناول.
- اعترف له الجميع - بمن فيهم الفلاسفة - بالأستاذية في هذا الفن كما هو شأنه؛ الأمر الذي مهد له السبيل إلى أن يقول كلمته فيما بعد ... فيجد من يستمع إليها، وقد ظن الفلاسفة يومئذ أنهم كسبوا إلى صفهم علماً جديداً من أساطين الفلسفة.
- حدد الغزالي ما ينبغي الوقوف عنده من الفلسفة حين أرجعها إلى ستة أصول، وأن أكثر هذه الأصول لا تتعارض مع الدين, فألقى الأضواء بذلك على مكان
المعركة المرتقب.
وقد بين الإمام الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال) أن الفلسفة انتصرت
ووقفت على رجليها بآفتين?إحداهما?نابعة من جهل المندفعين في الدفاع عن الإسلام بإنكار الفلسفة كلياً [2]. وقال في بيان هاتين الآفتين: الأولى أن من ينظر فيها «أي في الرياضيات التي هي من الفلسفة يومئذ» يتعجب من دقائقها، ومن ظهور براهينها، فيحسن بسبب ذلك اعتقاده في الفلاسفة، فيحسب أن جميع علومهم - في الوضوح، وفي وثاقة البرهان- كهذا العلم، ثم يكون قد سمع من كفرهم، وتعطيلهم، وتهاونهم بالشرع، ما تداولته الألسنة، فيكفر بالتقليد المحض، ويقول: لو كان الدين حقاً لما اختفى على هؤلاء مع تدقيقهم في هذا العلم .. فهذه آفة عظيمة. والآفة الثانية: نشأت من صديق للإسلام جاهل، ظن أن الدين ينبغي أن ينتصر بإنكار كل علم منسوب إليهم, فأنكر جميع علومهم وادعى جهلهم فيها، حتى أنكر قولهم في الكسوف والخسوف وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع، فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع، لم يشك في برهانه، لكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل، وإنكار البرهان القاطع, فازداد للفلسفة حباً، وللإسلام بغضاً, ولقد عظمت على الدين جناية من ظن أن الإسلام ينصر بإنكار هذه العلوم، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية [3].
2 - ضربة قاصمة: وبعد أن أخذ الغزالي مكانته في المجتمع كفيلسوف يشهد له الجميع ..

[1] تهافت الفلاسفة، تحقيق سليمان دنيا، ص 23، 29.
[2] الإمام الغزالي للشامي، ص 81.
[3] المنقذ من الضلال، ص 114، 115.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست