responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 364
المفكرين الذين شنوا حرباً شعواء على الشيعة خاصة الباطنية الإسماعيلية إذ يذكر هو أنه ألف في ذلك كتباً عدة: أشهرها فضائح الباطنية الذي كلف بتأليفه في 487هـ من قبل الخليفة المستظهر [1]، على أن الشيء المثير للإعجاب هو شجاعة الغزالي في حملته على الإسماعيلية الباطنية التي جاءت في وقت انتشر فيه دعاتهم في فارس، وتزايد خطرهم حتى أقاموا الحصون والقلاع، وهددوا أمن الناس وسلامتهم، وقاموا بالاغتيالات على نطاق واسع فشملت كثيراً من الساسة والمفكرين وعلى رأسهم نظام الملك نفسه, والغزالي قام بهذه الحملة بتوجيه من السلطة, مع رغبة الغزالي العالم السني في القيام بواجبه في الدفاع عن الإسلام الحقيقي [2]، وهذا شيء جميل أن تلتقي جهود السلطة السياسية مع علمائها في تحقيق أهداف الإسلام من خلال مؤسسات نافعة للمجتمعات والدول والحضارات، كالذي قامت به المدارس النظامية في مقاومة الفكر والنفوذ الشيعي الباطني. كانت الدولة الفاطمية قد تدرعت بالفلسفة وظهرت في مظهر ديني سياسي، فكانت -كما يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي - أشد خطراً على الإسلام من الفلسفة، فقد كانت الفلسفة تعيش في برجها العاجي بعيداً عن الشعب والجمهور ([3]
وأما الباطنية، فكانت تتسرب إلى المجتمع وتنفث سمومها فيه، وكانت لها الإغراءات المادية القوية، ولم يكن في العالم الإسلامي في آخر القرن الخامس أحد أجدر بالرد عليها، والكشف عن أسرارها، ونقض ما تبني عليه دعوتها, من الغزالي.
1 - بنية كتاب «فضائح الباطنية»: الكتاب قسمان: القسم الأول خصصه الغزالي لإظهار «فضائح الباطنية»، وخصّص القسم الثاني لإثبات شرعية خلافة المستظهر بالله. ويمكن أن نتبيّن تقسيماً داخلياً للقسم الأول يحتوي على أكثر من عشرة فصول، مشروعية الرد عليهم، بيان صفاتهم، منشؤهم، أغراضهم، أتباعهم، مذهبهم ويشمل الإلهيات والنبوة والإمامة والحشر والنشر، استدلالهم بالأعداد والحروف، الكشف عن فتوى الشرع في حقهم من التكفير وسفك الدماء، أحكام من قضي بكفر منهم، في قبول توبتهم أو ردها، العهد معهم كيف يبطل ومتى .. [4] إلخ.
فالغزالي بدأ حديثه بمشروعية الرد على الباطنية ذاكراً أن التأليف في الرد عليهم هو فرض عين [5]، ثم عمد فيما بعد إلى الخوض في المسائل العملية محدداً من منهم يستحق

[1] التاريخ السياسي والفكري، عبد المجيد بدوي، ص 194.
[2] رجال الفكر والدعوة (1/ 204) , الغزالي للقرضاوي، ص 57.
[3] الجهاد من الهجرة إلى الدعوة والدولة، محمد الرحموني، ص 147.
[4] الجهاد من الهجرة إلى الدعوة والدولة، محمد الرحموني، ص 147.
[5] فضائح الباطنية، ص 4، الجهاد للرجموني، ص 147.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست