responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 34
في المواقف [1]. وجاء في حوادث سنة 360هـ: وفي ذي القعدة أخذت القرامطة دمشق وقتلوا نائبها جعفر بن فلاح وكان رئيس القرامطة الحسين بن أحمد بن بهرام، وقد أمده معز الدولة البويهي من بغداد بالسلاح والعدد الكثيرة [2].
وكتب الملك البويهي أبو كاليجار إلى المؤيد داعي الدعاة الفاطمي العبيدي عند سفره إلى مصر سنة 438هـ بعد أن تأثر بدعوته الإسماعيلية يقول: فيجب أن تصور لتلك الحضرة الشريفة «المستنصر العبيدي في مصر» ما اطلعت عليه من شواهد صفاء عقيدتنا وتُعلمها أن هؤلاء التركمان «السلاجقة» المسئولين عن أعمال خراسان والري لا يقصر خطابهم عن بلادها المحروسة «الشام ومصر» إلا ثبات عساكرنا المنصورة في وجوههم وبذْلنا الأموال في كف عاديتهم [3]. فهذا الملك البويهي يطلب شهادة حسن سلوك من الدولة العبيدية في مصر، ويشعرهم في الوقت نفسه أنه هو المدافع عنهم أمام الزحف التركماني السلجوقي السني [4]. ومن هنا يتضح لنا درس مهم وهو حقيقة استعدادهم للتحالف والتعاون فيما بينهم مع الاختلاف في العقائد ومع ذلك يتحالفون ضد العدو المشترك.
و- موقفهم من حماية حدود الدولة الإسلامية: استغاث أهل الجزيرة بالعاصمة بغداد لصد غارات الروم واستجاب الشعب في بغداد لهذا النداء، وتجهزوا للجهاد، وأرسل بختيار بن معز الدولة إلى الخليفة يطلب مالاً لتجهيز الناس للغزو، واضطر الخليفة لبيع أثاث بيته ليدفع له الأموال, ولكن بختيار أنفقها على مصالحه الشخصية وأبطل أمر الغزو [5]. وهكذا ظهر أن بختيار كان مراوغاً ولم يكن صادقاً في طلب الأموال أو التهيؤ للغزو والجهاد [6] وإنما كان يقصد استنزاف أكثر قدر ممكن للقدرة المالية للخلافة العباسية رغم ضعفها.
ز- البويهيون والإقطاع العسكري: من بدع البويهيين وظلمهم وجورهم التي ما سبقهم إليها أحد إقطاعهم الأرض للقادة العسكريين وللجنود، وذلك بدلاً من الرواتب النقدية التي كانت تصرف لهم، وهذه الأرض المعطاة ليست من أراضي الدولة أو من الأرض الموات التي تقطع لإحيائها, بل هي من الأرض المصادرة تعسفاً وظلماً من أصحابها الفلاحين, وكان هؤلاء الجنود إذا لم تعجبهم الأرض أو لم تغل عليهم ما يريدون تركوها وأخذوا غيرها، وأدى هذا النظام إلى تدمير الحياة الزراعية وإفقار خزانة الدولة، ولم تحل

[1] أيعيد التاريخ نفسه، ص 50.
[2] أيعيد التاريخ نفسه ص 50, نقلاً عن البداية والنهاية.
[3] دخول الترك الغز إلى الشام, د. شاكر مصطفى، ص 323.
[4] أيعيد التاريخ نفسه، ص 51.
[5] البداية والنهاية, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه، ص 51.
[6] أيعيد التاريخ نفسه، ص 51.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست