اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 316
بذلك ولاء الإسلام, وذلك قول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11]. وبهذا يتبين لنا براءة الإمام الشافعي مما اتهم به من التشيع وبعده عن ذلك، وموافقته لمذهب أهل السنة والجماعة [1]. قال الإمام سحنون: لم يكن في الشافعي بدعة، فصدق -والله- فرحم الله الشافعي وأين مثل الشافعي -والله- في صدقه وشرفه ونبله وسعة علمه وفرط ذكائه ونصره للحق وكثرة مناقبه رحمه الله تعالى [2].
إن تراث الإمام الشافعي في العقائد تلقته الأمة بالقبول لموافقته منهج أهل السنة والجماعة، واستفادت منه المدارس النظامية في عهد السلاجقة وأسهم في البعث الحضاري للأمة, وكان من اللبنات التي أسست البناء الشامخ لأهل السنة والذي أسهم في صد المد الباطني الرافضي الذي كانت تدعمه الدولة الفاطمية, وكان فكر الإمام الشافعي وتراثه الفقهي من الأسس المهمة التي بنى عليها مشروع النهوض والتصدي للصليبيين في عهد الزنكيين والأيوبيين والمماليك. ومن الدروس المهمة التي نستخرجها أهمية التراث الفكري والعقائدي للعلماء في بناء النهوض الحضاري، فلربما يسهم تراث بعض المصلحين في نهضة الأمة بعد وفاته بقرون، كالذي نراه في دراستنا الحالية لسيرة الإمام الشافعي، ولذلك اعتبره بعض الباحثين من المجددين لكون كتبه وآثاره ذائعة مشهورة، وأحدث نقلة نوعية في حياة الناس، فلعل أحداً من المجددين لم يبلغ الإمام الشافعي في ذلك، فقد ذاع صيته، وطارت شهرته في الآفاق، وتناقل العلماء وطلبة العلم كتبه، ورحل إليه أهل الحديث والفقه من شتى أطراف العالم الإسلامي ليأخذو عنه العلم, وظلت كتبه وآثاره محجة للأجيال التي جاءت من بعده وإلى يوم الناس هذا [3].
ثامناً: عناصر المنهج في فقه الإمام الشافعي:
يسير البحث عند الإمام الشافعي -رحمه الله- في الموضوعات والمسائل الفقهية بطريقة منتظمة وفق الخطوات التالية:
1 - استقراء آيات الكتاب الحكيم.
2 - استقراء السنة المطهرة، والآثار عن الصحابة رضوان الله عليهم.
3 - الاعتماد على اللغة العربية في فهم النصوص.
4 - تطبيق القواعد الأصولية.
5 - الاستدلال بالمعقول ومظاهره.
6 - ضبط المسائل والأحكام المستنبطة بالقواعد والضوابط الفقهية. [1] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 494. [2] سير أعلام النبلاء (10/ 93 - 95) بتصرف. [3] التجديد في الفكر الإسلامي، ص 95.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 316