responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 273
المبحث السادس
المرأة في العهد السلجوقي
رغماً مما وجد في العصر السلجوقي من فكر عن ضعف المرأة تمثَّل في نظرة كبار رجالات الدولة وبعض علمائها فإنه كان لبعضهن دور كبير في الميادين العسكرية والسياسية والاجتماعية, ويرى الوزير نظام الملك أن النساء: محجبات مستورات، ناقصات العقول، الغاية منهن الإنجاب لحفظ النسل [1]، ويعقد الغزالي للنساء بابا خاصاً في كتابه التبر المسبوك يرى فيه: أن المرأة أسيرة الرجل، ويجب على الرجال مداراة النساء لنقص عقولهن، وبسبب عقولهن لا يجوز لأحد أن يتدبر بآرائهن ولا يلتفت إلى أقوالهن, ومن اعتمد على آرائهن ودبر نفسه بمشورتهن خسر [2] فهو يتفق مع الوزير السلجوقي نظام الملك في مقصوده وهو وجوب إبعاد النساء عن التدخل في شئون الدولة ويبين الوزير رأيه هذا على شكل استقراء تاريخي يقول فيه: لقد اختط الملوك وأولو العزم من الرجال لأنفسهم طرقاً، وعاشوا حياة لم يكن للنساء أو وصيفاتهن فيها أدنى علم بأسرارهم, وقضوا حياتهم في منأى عن قيودهن، وأهوائهن وأوامرهن ولم يقعوا تحت ربقة نيرهن قط [3]، ويحذر من نتائج وصولهن إلى مواقع السلطة بقوله: إن كل من يجعل النساء قيَّمات على الرجال يستحمل وحده جرم أي خطأ أو انحراف، لأنه هو الذي سمح بذلك وتخطى العادة المتبعة [4]. ولكن على الرغم من هذا الرأي فقد شاركت المرأة في العصر السلجوقي، في النشاط العسكري والسياسي والاجتماعي, وإليك بعض الأمثلة:

أولاً: زوجة طغرل بك:
كانت زوجة السلطان طغرل بك -كما يقول ابن تغري بردي-: صاحبة رأي وتدبير وحزم وعزم, وكان زوجها السلطان طغرل بك سامعاً لها ومطيعاً، والأمور مردودة إلى عقلها، وكانت تسير بالعساكر وتنجده وتقاتل أعداءه [5]، فقد سارت نجدة لزوجها السلطان طغرل بك في صراعه مع أخيه إبراهيم ينال متخطية آراء المعارضين لها في هذا العمل

[1] سياست نامه، ص 224.
[2] التبر المسبوك، ص 381.
[3] سياست نامه، ص 227.
[4] المصدر نفسه، ص 231.
[5] النجوم الزاهرة (5/ 101).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست