responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 263
وعندما دمّر السلاجقة الآبار ومجاري المياه التي طالتها أيديهم عانى الصليبيون ودوابهم الكثير من العطش خاصة مع حرارة الصيف واشتداد الحاجة إلى الماء [1]، وفي المقابل كانوا عند انسحابهم يأتون على كل ما يمكن أن يستفيد منه عدوهم حرقاً وهدماً وتخريباً [2].

سادساً: التأثير على جيش العدو:
حاول السلاجقة التأثير على جيش أعدائهم بمكاتبة بعض قادته وجنده لاستمالتهم وإرسال المرجفين لتفرقة كلمتهم فينشغلون عن الاستعداد الأمثل للمعركة، وقد استهدفوا العناصر التركية بالتأثير، وقد تعدى نشاط السلاجقة في تحقيق ذلك حدود الجند في أرض المعركة إلى شراء ولاء عيون الأعداء وجواسيسهم، فقد ذكر أحد المرافقين للجيش الغزنوي في حربه ضد السلاجقة قوله: وكان جواسيسنا قد كذبوا كثيراً في هذا الشأن، وقد أغرتهم الرشوة وتبين اليوم أن كل ما قالوه كان بهتاناً وزوراً [3]. ويذكر ابن الأثير أن السلاجقة نجحوا في مراسلتهم لقائد الجيش الغزنوي نفسه؛ فاستمالوه ورغّبوه فنفَّس عنهم وتراخى في تتبعهم [4]، وفي معركة ملاذكرد نجح السلاجقة في استقطاب أبناء عمومتهم من الأوزو البجناق الذين كانوا يحاربون مع الجيش البيزنطي إلى جانبهم في الوقت الحاسم من المعركة بدافع العصبية لهم, ويذكر بعض المؤرخين أن انضمامهم كان سبباً مباشراً في انتصار السلاجقة على البيزنطيين في هذه المعركة [5].

سابعاً: السيطرة على الطرق:
أدرك السلاجقة أهمية الدراية الواسعة بمعرفة الأرض معرفة كاملة تشمل المناطق التي يعيشون فيها [6]، ففي حربهم مع الغزنويين في معركة دنقدانقان كان السلاجقة قد استولوا على الطرق وسيطروا على الجبال والمرتفعات [7]، حيث وضعوا الحراس فوقها لمراقبة جيش العدو [8]، وبذلك سيطر السلاجقة على الطرق المحيطة بأرض المعركة وحاولوا قطع خطوط الإمداد والتموين للجيش الغزنوي [9]، وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة جهز السلطان ألب

[1] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 300.
[2] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 300.
[3] تاريخ البيهقي، ص 627، النظم الحربية عند السلاجقة، ص 301.
[4] الكامل في التاريخ, نقلاً عن النظم الحربية عند السلاجقة، ص 301.
[5] بناء الجبهة الإسلامية، ص 23.
[6] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 303.
[7] زين الأخبار، ص 331، النظم الحربية عند السلاجقة، ص 303.
[8] تاريخ البيهقي، ص 666، النظم الحربية عند السلاجقة 303.
[9] تاريخ البيهقي 628، 634 النظم الحربية، ص 303.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست