اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 239
الديوانية لدى السلاجقة في عهد السلطان ملكشاه وأنه كانت تكتب فيها أسماء الجند ويُرصد فيها توزيع الإقطاعات عليهم [1] ويعتبر تسجيل أسماء الجند في السجلات
الخاصة بديوان الجيش، هو أحد مظاهر التنظيم الإداري العسكري الدقيق في عهد
السلاجقة العظام [2].
2 - عرض الجيش: كان العارض - رئيس هذا الديوان - يشرف بنفسه على عرض الجيش، فيجب عليه الحذر عند العرض: فهو الأصل في انتظام أمر الجيش [3]، وقد اعتاد سلاطين السلاجقة - بحكم تربيتهم وميولهم العسكرية- على الاهتمام بجندهم اهتماماً بالغاً وكان من مظاهر هذا الاهتمام متابعة إعداد الجيش واستعراضه، وتفقد أحوال الجند ومدى استعدادهم للمعركة في مكان متسع قبل خوض المعارك [4]، ويقدم لنا ابن العبري وصفاً جيداً للعرض العسكري الذي يتم بشكل يومي في عهد السلطان طغرل بك فقد اعتاد الجنود أن يتوافدوا كل يوم فوجاً ليؤدوا الطاعة لطغرل بك يتألف كل فوج من ألفي شخص، وكانوا ينحدرون عن خيلهم من بعيد ويقبَّلون الأرض ويقفون، ثم يشير الحاجب إليهم بأن تحيتهم قد قبلت فكانوا يقبلون الأرض ثانية ويركبون وينصرفون فيأتي فوج ثان، ولم يكن يدنو منه أحد أو يحدثه [5]، كما كان السلطان سنجر يزود قواده بضرورة استعراض جندهم أمامه، وكان من النصائح العسكرية المقدمة للسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه في عرض الجيش قوله: واختبرهم عند العرض ولا تثبت منهم إلا الوفي الكمي، الذي لا يعدل عن الوفاء ولا ينكل عن الهيجاء فإن المراد بهم قوة العدة لا كثرة العدد [6].
3 - تحديد المهام الموكلة إلى الجند: اهتم السلاجقة منذ بداية أمرهم بتحديد المهام الموكلة لفرسانهم وقوادهم وجندهم، فقد كلف السلطان طغرل بك الحاجب آيتكين بالمحافظة على الطرق المؤدية إلى بغداد وحراستها [7]، ويذكر نظام الملك أهمية تحديد المهمة بدقة متناهية، وأن يصدر بها أمر من البلاط السلطاني فيقول: ينبغي ألا يرسل أي غلام ما لم تكن ثمة مهمة وألا يكون إرساله دون أمر .. لتجري الأمور على نصابها [8]، ويقول في تعظيم الأوامر السامية والمراسيم الصادرة عن البلاط السلطاني: فإذا لم يكن ثمة أمر مهم ينبغي ألا [1] راحة الصدور، ص 204، 205 النظم الحربية، ص 134. [2] النظم الحربية، ص 135. [3] النظم الحربية، ص 135. [4] المصدر نفسه، ص 135. [5] تاريخ الزمان، ص 93, النظم الحربية، ص 136. [6] راحة الصدور، ص 344. [7] المصدر نفسه، ص 173. [8] سياست نامه، ص 110، النظم الحربية، ص 138.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 239