اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 232
المبحث الثاني
نظم الإدارة العسكرية عند السلاجقة
تمثلت هذه النظم بالمناصب العسكرية المتعددة عند السلاجقة التي أسهمت في تحديد المهام المنوطة بكل منصب من ناحية وإيجاد التدرج في الرتب العسكرية بشكل هرمي يضمن النجاح في تنفيذ هذه المهام من ناحية أخرى [1] وإليك تفصيل نظم الإدارة العسكرية السلجوقية.
أولاً: المناصب القيادية:
يجسد الوزير السلجوقي نظام الملك النظر إلى كبار قادة الجيش على أنهم زينة الملك [2]، وأن الحفاظ على ألقاب الأشخاص ومراتبهم وأقدارهم جزء من شرف المملكة [3]، كما كان ينصح بضرورة عدم اللجوء إلى إسناد عملين لشخص واحد أو عمل واحد إلى شخصين قط [4]، فقد أراد تثبيت تقسيمات الوظائف التي ميزت عصر السلاجقة، وحذر من تداخل الألقاب بين المدنيين والعسكريين وأنها لا بد أن تتناسب مع القائمين على هذه المناصب [5]، كما يرى الوزير السلجوقي نظام الملك وجود وضع العيون على أصحاب المناصب القيادية فهو يقول: أما أصحاب المناصب الهامة الرفيعة، فيجب أن يعين عليهم من يراقبهم سراً دون أن يعلموا ليكونوا على اطلاع دائم بأعمالهم وأحوالهم [6]. وأما أهم المناصب العسكرية القيادية عند السلاجقة حسب تدرّجها فهي:
1 - الأمير الحاجب الكبير: وهو من المناصب الرئيسية لدى سلاطين السلاجقة، فكان الأمير الحاجب الكبير هو الذي يسمع مشافهة السلطان ويؤديها إلى الوزير, فهو الناهي الآمر [7]، فكانت مهامه في البداية تنحصر في تنظيم الدركاه (باب السلطان) حيث يشرف على سير الأمور في بلاط السلطان، فكان بذلك حلقة الوصل بينه وبين رجالات الدولة والرعية [8]، ثم أضيفت إليه مهمة قيادة الجيوش التي يوجهها السلطان للقضاء على أعدائه [9]. وقد بين المؤرخون أن [1] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 103. [2] سياست نامه، ص 214. [3] المصدر نفسه، ص 191. [4] المصدر نفسه، ص 201. [5] النظم الحربية عند السلاجقة، ص 103. [6] سياست نامه، ص 66. [7] تاريخ دولة آل سلجوق، ص 111. [8] رسوم السلاجقة، ص 93, النظم الحربية، ص 105. [9] النظم الحربية، ص 105.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 232