responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 203
المنافسة بين رجال البلاط والوزير كمال الدين الخازن، مما دفع رجال البلاط إلى تحريض أمراء الولايات والمطالبة بخلع الوزير، ولذلك وقعت وحشة بين الوزير وأمراء الولايات وأخذوا يطالبون بعزله [1]. فكاتبوا الأتابك قره سنقر قائلين: لقد ضقنا بظلم هذا الوزير ويئسنا من الحياة. فأرسل قره سنقر رسالة للسلطان قائلاً: إذا لم ترسل إلى رأس محمد الخازن ويده، ورجحت كفة ذلك الخائن علي فإني لن أذهب إلى المهمة التي كلفت بها، ومعاذ الله أن أتهم بالتمرد والعصيان [2]. وبذلك أذن السلطان بقتل الوزير ([3]
وتعد المنافسة من أهم العوامل التي أدت بأي شكل من أشكالها إلى حدوث تنازعات بين الوزراء ورجال البلاط، وبين الوزراء والسلاطين، وبالتالي انعكست على الأسرة السلجوقية، فأصابتها الانقسامات والضعف وبدا الصراع واضحاً بين سلاطين السلاجقة، مما أدى إلى إضعاف الدولة السلجوقية وانهيارها [4]، وقد لعبت المساومة دوراً بارزاً في إيصال بعض العناصر الهزيلة إلى دست الوزارة والذين عرف عنهم قلة كفاءتهم الإدارية وجهلهم بأمور الدولة لدرجة أنهم أصبحوا ألعوبة بيد رجال البلاط [5]، كما برزت المساومات واستفحلت لدرجة أن أمراء الولايات تخلصوا من منافسيهم من الوزراء، وساعدهم في ذلك حب السلطان للمال [6]، ففي سنة 523هـ طلب الوزير كمال الدين أبو البركات الدركزيني من السلطان سنجر أن يتوسط له لدى السلطان محمود لنيل دست الوزارة مقابل تعهد الوزير كمال الدين الدركزيني بدفع مبلغ من المال للسلطان محمود قدره (3000000) دينار على سبيل الرشوة، فاستجاب السلطان محمود لذلك [7]، ولكن بالرغم من ذلك ظهرت حالات شاذة رفض فيها بعض سلاطين السلاجقة أسلوب المساومة لنيل دست الوزارة، ففي سنة 476هـ، رفض السلطان ملكشاه مساومة أبي الرضا وابنه سيد الرؤساء أبي المحاسن كمال الملك اللذين يعملان في ديوان الرسائل والطغراء، فعمل الاثنان على إرشاء السلطان بإعطاء الكثير من الأموال مقابل عزل وزيره حيث قال أبو المحاسن للسلطان: سلم إليّ نظام الملك أبا علي الحسن الطوسي وأصحابه، وأنا أسلم إليك منهم ألف ألف دينار [8]، إلا أن السلطان رفض تلك المساومة وألقي القبض على أبي المحاسن وسمل عينيه [9].

[1] راحة الصدور، ص 333، 334 الوزارة العباسية، ص 142.
[2] راحة الصدور، ص 333، 334 الوزارة العباسية، ص 142.
[3] الوزارة العباسية، ص 142.
[4] دولة السلاجقة، ص 140، 141 ..
[5] الوزارة العباسية، ص 142.
[6] المصدر نفسه، ص 143.
[7] المصدر نفسه، ص 143.
[8] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الوزارة العباسية, ص 144.
[9] الوزارة العباسية، ص 144.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست