اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 193
يظهر، فقد قال الحكيم: لا تتهاون بصغير يحتمل الزيادة [1].
2 - السياسية: كان الوزير العباسي من صلاحياته السياسية أنه مسئول عن استقبال الوفود قبل دخولهم إلى حضرة الخليفة، ويقوم بأداء مراسيم الضيافة والتوديع [2]، فعندما خرج السلطان السلجوقي ملكشاه من بغداد متوجهاً نحو أصفهان وكان معه وزيره نظام الملك أبو علي الحسن بن إسحاق الطوسي، خرج الوزير العباسي محمد بن حسين بن عبد الله أبو شجاع لتوديعه، فودعه في النهروان [3]، وكذلك عندما دخل السلطان السلجوقي مسعود بن محمد بن ملكشاه بغداد في سنة 546هـ، خرج الوزير العباسي عون الدين يحيى بن هبيرة، وأرباب الدولة في موكب فخم لاستقباله [4]، فضلاً عن ذلك، فإن صلاحيات الوزراء ازدادت بحيث كانوا يتولون أخذ البيعة للخليفة عند توليه ويشرفون على المراسم الخاصة بذلك [5]، ومن صلاحيات الوزير العباسي أنه كان يقوم بدور السفير بين الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي حاملاً الرسائل إلى أمراء السلاطين وناقلاً إليهم آراء وأوامر الخليفة وبالعكس، فقد كان الخليفة القائم بأمر الله والخليفة المقتدي بأمر الله يوفدان الوزير عميد الدولة محمد بن محمد بن جهير في رسائل إلى سلاطين السلاجقة [6]. فضلاً عن ذلك أصبح الوزير له الحق أن يجلس مع الخليفة ويتشاور معه في أمور البلاد، لدرجة أن الخليفة المقتفي لأمر الله عندما استوزر شرف الدين علي بن طراد الزينبي، كان لا يستطيع الخليفة أن يثبت في أمر من أمور الخلافة إلا بمشورته ([7])،
ونال الوزير العباسي صلاحيات واسعة حيث أخذ يكاتب ويراسل ويتفاوض مع أمراء الأطراف والإمارات المتاخمة الذين أبدوا العصيان للخليفة العباسي، فعندما نال فخر الدولة، أبو نصر محمد بن جهير منصب الوزارة، كانت بعض الأطراف المتاخمة ترفض إبداء الولاء للخليفة العباسي، إلا أن حسن مراسلة الوزير وطيب علاقته وحسن سفارته مع أمراء الأطراف، استطاع أن يعيد هذه الإمارات وأن تبدي ولاءها للخليفة العباسي [8]، فضلاً عن ذلك فإن الوزير العباسي أخذ يحضر مجلس الخليفة، عند قدوم سلاطين السلاجقة وأمراء الأطراف، ثم يقوم بقراءة القرارات التي اتخذها الخليفة، وإبلاغها للوفود الحاضرة في مجلس الخليفة [9].
3 - المالية: اتسعت صلاحيات الوزير المالية خلال العصور العباسية المتأخرة خاصة في [1] تحفة الأمراء، ص 80, الوزارة العباسية، ص 78. [2] الحياة السياسية في العراق، ص 108. [3] المنتظم (9/ 37). [4] الوزارة العباسية، ص 79. [5] النظم الإسلامية، دراسة تاريخية، فاروق عمر, ص 66. [6] الوزارة العباسية، ص 81. [7] المنتظم (10/ 85). [8] الوزارة العباسية، ص 83. [9] الوزارة العباسية، ص 83.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 193