responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 184
المبحث الثاني
ميزات وخصائص ومراسيم تقليد الوزير العباسي والسلجوقي وألقابهم
أولاً: مراسيم تقليد الوزير العباسي:
كان الخليفة العباسي يختار وزيره بناء على معرفته للشخص المرشح للوزارة وثقته فيه, نتيجة لما قدمه من خدمات للدولة تثبت كفايته لهذا المنصب وعلى سبيل المثال استوزر الخليفة المقتفي لأمر الله عون الدين يحيى بن هبيرة بناء على ما بذله ابن هبيرة من جهد أثناء توليه ديوان الزمام، ولما قدمه من آراء صائبة للخليفة بشأن علاقة الخلافة العباسية بالسلطنة السلجوقية [1]، وفي بعض الأحيان كان الخليفة يستشير المقربين إليه فيمن يرونه أهلاً لتولي وزارته، فيشيرون عليه بتولية شخص معين لخبرته الإدارية وأمانته، فيقبل الخليفة تزكيتهم، ويسند وزارته إلى ذلك الشخص، وهذا ما حدث عندما استوزر الخليفة القائم بأمر الله أبا الفتح منصور بن أحمد بن دارست سنة 453هـ [2]. وقد يحدث أن يرشح السلطان السلجوقي شخصاً معيناً ليكون وزيراً للخليفة، فيوافق الخليفة على ترشيح السلطان أو يرفضه كما حدث عندما رفض الخليفة القائم بأمر الله ترشيح السلطان ألب أرسلان لأبي العلاء محمد بن الحسين سنة 464هـ [3]، بينما قبل الخليفة المسترشد بالله في سنة 516هـ ترشيح السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه لأحمد بن نظام الملك واستوزره الخليفة فعلاً [4].وإذا استقر رأي الخليفة على إسناد منصب الوزارة إلى شخص معين، أمر باستدعائه إلى دار الخلافة، وفي اليوم المقرر لإجراء مراسيم التعيين يحضر الشخص المرشح إلى دار الخلافة ومعه كبار رجال الدولة قاضي القضاة وصاحب المخزن، وكاتب الإنشاء، وحاجب دار الخلافة فيبلغ الخليفة الشخص المرشح مشافهة باختياره وزيراً له ([5]
ويخلع عليه خلع الوزارة، وتشمل جبة وعمامة وسيفاً ومركباً وفرساً، ويسلم إليه العهد بالوزارة، ثم يركب الوزير من دار الخلافة إلى مقر الوزارة والناس بين يديه، ومن بينهم كبار الدولة، وعندما يجلس في دست الوزارة يقرأ كاتب الإنشاء عهد الخليفة له بالوزارة [6].
ويختتم الحفل بقراءة ما تيسر من القرآن، وإنشاد ما نظمه الشعراء لهذه المناسبة من

[1] أخبار الدولة السلجوقية، ص 120, وفيات الأعيان (6/ 231، 232).
[2] تاريخ دولة آل سلجوق، ص 21.
[3] المصدر نفسه، ص 42.
[4] الكامل في التاريخ, نقلاً عن نظام الوزارة في الدولة العباسية، ص 127.
[5] المنتظم (10/ 125).
[6] وفيات الأعيان (6/ 233).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست