responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 160
ببلاد الجبل، وكان الغالب على البلاد والعساكر أيام السلطان مسعود خاصبك بن بلنكري، فقام بأمر ملكشاه، ولم يمهله غير قليل حتى قبض عليه، وكتب إلى أخيه الملك محمد بن محمود، وهو بخُوزستان، يستدعيه إليه ليخطب له بالسلطنة، وكان غرض خاصبك أن يقبض عليه أيضاً فيخلو وجهه من منازع من السلجوقية وحينئذ يطلب السَّلطنة لنفسه، فلما كاتب محمداً أجابه على الحضور عنده، وسار إليه وهو بهمذان، واجتمع به وخدمه خدمة عظيمة، فلما كان الغد دخل عليه خاصبك فقتله محمد، وألقى رأسه إلى أصحابه، فتفرَّقوا، واستقر محمد وثبتت قدمه، واستولى على بلاد الجبل جميعها، وكان قتل خاصبك سنة ثمان وأربعين وبقي مطروحاً حتى أكلته الكلاب [1] وذكر الوزير يحيى بن هُبيرة في كتاب «الإفصاح» أنه لما تطاول على الخليفة المقتفي أصحاب مسعود وأساءوا الأدب، ولم يمكن المجاهرة بالمحاربة، اتَّفق الرَّأي على الدُّعاء على مسعود بن محمد شهراً، كما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رعْل وذكوان [2] وهما قبيلتان من بني سُليَم، أجابتا عامر بن الطفيل إلى قتل القراء الدعاة الذين بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجد سنة [4]هـ, وسمّوا قتلى بئر معونة [3]. واستمر الوزير يحيى ابن هبيرة والخليفة المقتفي في الدعاء شهراً، فابتدأ هو والخليفة سِراً، كل واحد في موضعه يدعو شهراً، من ليلة تسع وعشرين من جُمادى الأولى سنة سبع وأربعين وخمسمائة واستمر الأمر على ذلك كلَّ ليلة، فلما كان ليلة تسع وعشرين من جمادي الآخرة كان موت مسعود على سريره، لم يزد على الشهر يوماً ولا نقص يوماً ..
فأزال الله يده ويد أتباعه عن العراق، وأورثنا أرضهم وديارهم، فتبارك الله رب العالمين، مجيب دعوة الدّاعين. قال: وكان الشيخ محمد بن يحيى يقول: لا أدلّ على وجود موجود أعظم من أن يُدعى فيجيب [4].

سابعاً: الخليفة المسترشد بالله العباسي:
هو أمير المؤمنين أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القائم عبد الله بن القادر القرشي الهاشمي العباسي البغدادي [5].
1 - بيعته: بويع له بالخلافة سنة 512هـ, وخطب له على المنابر وقد كان ولي العهد من مدة ثلاث وعشرين سنة، وكان الذي أخذ البيعة له قاضي القضاة أبو الحسن الدّامغاني, ولما استقرت البيعة له هرب أخوه أبو الحسن في سفينة ومعه ثلاثة نفر، وأحسن إليه، فقلق المسترشد بالله من ذلك فراسل دُبيسًا في ذلك مع نقيب النقباء الزّينبي، فهرب أخو الخليفة

[1] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 287).
[2] المصدر نفسه (1/ 287).
[3] سيرة ابن هشام (3/ 193 - 199).
[4] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/ 288).
[5] سير أعلام النبلاء (19/ 561).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست