responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
ما وراء النهر بعد العملية الناجحة التي خاضها ضد محمد خان، ويعتبر السلطان سنجر من السلاطين السلاجقة الذين أبدوا اهتماماً خاصاً بمجريات الأمور في بلاد ما وراء النهر، فكان يضطر دائماً للذهاب إلى أقاليم ما وراء النهر للتأكد من استقرار سلطته على هذه الأقاليم [1]، واستطاع أن يخضع حركات التمرد في دولته, وأمر السلطان سنجر بجمع الضرائب من مدن العراق وجميع البلاد التي بسط نفوذه عليها وأصبح يلقب بالسلطان الأعظم «سلطان جميع الممالك السلجوقية» وامتد نفوذه إلى سائر البلاد حتى قيل إن الخطبة له وصلت إلى كاشغر، وأقصى بلاد اليمن ومكة والطائف ومكران وأذربيجان وغزنة وسمرقند، وخراسان وطبرستان، وكرمان، وسجستان، وأصفهان، وهمذان، والري، وآرنيه، وآرمينية، وبغداد والعراقين، والموصل، وديار بكر، وديار ربيعة ([2]
والشام والحرمين، كما كانت تضرب له السكة في هذه الأقاليم جميعها، وأصبحت جميع هذه البلدان تخضع لنفوذ السلطان سنجر آخر السلاجقة العظام لأنه استطاع أن يعيد للدولة السلجوقية هيبتها ووحدتها، وأن يجعل كل أجزائها خاضعة لأمر سلطان واحد، وأعاد بذلك عصر السلاجقة العظام [3].
2 - النزاع بين محمود ومسعود ابنىْ محمد بن ملكشاه: كثرت النزاعات وظهرت الفتن بين سلاطين السلاجقة في العراق أبناء السلطان محمود ملكشاه، وكذلك فيما بينهم وبين الخلفاء العباسيين، وكان للسلطان سنجر دور كبير في التدخل في تلك النزاعات وإخماد الفتن وقمعها والقضاء عليها لإقرار الأوضاع واستتباب الأمن في أجزاء الدولة السلجوقية [4]، فبعد أن تولى السلطان محمود أمر السلطنة جعل أخاه مسعودًا على الموصل مع أتابكه جيوش بك، وفي سنة 514هـ دب النزاع بين الأخوين وخرج مسعود عن طاعة السلطان محمود، وكان سبب ذلك أن دبيس بن صدقة صاحب الحلة، كاتب جيوش بك أتابك مسعود وأغراه بالعصيان على السلطان محمود، ووعده بطلب السلطنة لمسعود وشرع جيوش بك في جمع العسكر وبلغ ذلك الخبر للسلطان محمود فأرسل إليه وإلى أخيه مسعود ووعدهما الإحسان والصفح إن عادا إلى طاعته وتهددهما إن أصرا على معصيته ولم يستجيبا للسلطان محمود وواصلا عصيانهما له. وسار كل من جيوش بك ومسعود نحو السلطان مسعود والتقى الجمعان عند أسد أباد [5] وسير محمود إلى السلطان سنجر القاضي أبا سعد الهروي، يفيده ويخبره بما استجد على الساحة من النزاع بينه وبين أخيه مسعود, وقد

[1] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 101.
[2] ديار ربيعة: تقع في إقليم الجزيرة بالعراق.
[3] زبدة التاريخ للحسيني، ص 180.
[4] العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 617.
[5] الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 106.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست