responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 151
الأخوة في الدين والعقيدة الإسلامية والسعي لإيجاد علاقات حممية فيها تعاون على البر والتقوى، وحرصاً على وحدة الأمة وخصوصاً في وقتنا الحاضر [1]، لذلك أراد يوسف بن تاشفين أن يتقرب من الخليفة العباسي، ويأخذ منه البيعة كي يتصف حكمه بالصفة الشرعية، وحتى تصبح طاعته على الكافة واجبة، وهذا الرأي أشار به فقهاء المغرب ([2]
وقبل أن يبادر أمير المرابطين إلى الاتصال بالمستظهر نفذ في بلاده عدة خطوات؛ فقد نقش المرابطون اسم الخليفة العباسي على السكة وكانت نقودهم تحمل «عبد الله» ويقصد به الخليفة العباسي حتى لا تتغير السكة بتغير الخلفاء العباسيين, ويدل على ذلك الرسالة التي بعث بها علي بن يوسف بن تاشفين إلى المستظهر ذاكراً لفظة «عبد الله» مع أن اسم الخليفة «أحمد» وبعد أن اتسعت دولة المرابطين رأى زعماؤها أن يتخذ أميرهم يوسف بن تاشفين لقب «أمير المؤمنين»، ولكنه رفض هذا الاقتراح تقرباً إلى خلفاء بني العباس، واحتراماً لهم وقال: حاشا لله أن نتسمى بهذا الاسم، وإنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة وأنا رجلهم والقائم بدعوتهم [3]. ثم اتخذ المرابطون السواد -شعار العباسيين- شعاراً لهم في ملابسهم وراياتهم، وخطبوا للخليفة العباسي على منابر بلادهم [4] وبعد ذلك أرسل يوسف بن تاشفين بعثة إلى المستظهر سنة 498هـ تحمل إليه البيعة والهدايا وكتاباً يذكر فيه البلاد التي فتحها وحروبه مع الفرنج، ثم طلبت البعثة من الخليفة أن يعضد ليوسف بن تاشفين على المغرب والأندلس وما يفتحه بالمستقبل بسيف أمير المؤمنين، فأجابه المستظهر لما أراد ولقبه «بأمير المسلمين وناصر الدين» وسير معه الخلع واللواء، وكتب له عهداً بذلك، كما أن الإمام الغزالي والقاضي الطرطوشي، أرسلا إليه خطاباً يحثانه على خدمة الإسلام ويفتيانه في ملوك الطوائف ([5]
وبعد وفاة يوسف بن تاشقين سنة 500هـ، ملك ابنه علي بن يوسف بن تاشفين الذي واصل سياسة والده في موالاة الخليفة العباسي ومناصرة الشريعة الإسلامية, وفي سنة 512هـ أرسل إليه المستظهر مرسوماً، جواباً عن رسالة سابقة يطلب فيها عهداً من المستظهر, وتبدأ الرسالة بحمد الله وشكره والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - الذي حمل الدعوة الإسلامية، فأنقذ الأمة من الضلال وأنار القلوب وأعز الدين، ثم الصلاة على العباس عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذريته، ثم يذكر مواهب الله على أمير المسلمين الذي يحكم بالعدل

[1] الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية, لابن الخطيب، ص 16.
[2] مرآة الجنان لليافعي (3/ 164).
[3] الحلل الموشية، ص 16.
[4] النجوم الزاهرة (5/ 191) , الحضارة الإسلامية في بغداد، ص 132.
[5] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الحضارة الإسلامية في بغداد، ص 132.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست