responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
السلطنة توجه أرسلان أرغون إلى نيسابور، وأراد أن يفرض نفوذه عليها ولكن امتنع أهلها عن تسليمها له فسار منها إلى مرو حيث قام شحنتها -حاكمها- بتسليمها له وبذلك قوى نفوذ أرسلان أرغون بمساعدته وتوسعت مملكته وامتد سلطانه على بلخ وترمذ ونيسابور وسائر خراسان، وكاتب أرسلان أرغون ابن أخيه السلطان بركيارق يخبره بأنه تم بسط نفوذه وسلطانه على الأقاليم التي كانت لجده داود، وأنه راض كل الرضا بما سيطر عليه من هذه الأقاليم ولن يتعداها، أو يطمع في غيرها من أقاليم أخرى، إضافةً إلى أنه لن يخرج عن طوعه وأنه منفذ لما يأمره به، وكان السلطان بركيارق آنذاك مشغولاً بأخيه محمود، فأظهر موافقته على ما كاتبه به عمه أرسلان أرغون، بينما لم يكن في حقيقة الأمر موافقاً على ذلك, ومالبث أن سير عمه الآخر بورى برس بن ألب أرسلان لقتال أرسلان أرغون إلى حدود خراسان، والتقى العسكران فانهزم أرسلان أرغون وعاد إلى بلخ، حيث جمع الكثير من الأجناد وانضمت إليه حشود كبيرة من التركمان، وحينما شعر بقوته سار إلى مرو وفتحها عنوة بعد ما خرب أسوارها وقتل الكثير من أهلها، وسار إليه بورى برس بقصد قتاله، واجتمع إليه العسكران عند مرو فانهزم بوري برس وأسره واعتقله أخوه أرسلان أرغون في ترمذ، وهناك تم قتله، وبعد ذلك استبد أرسلان أرغون في حكم خراسان فهدم كل حصن فيها وخرب البلاد وظلم العباد، وكان أرسلان أرغون شديد الهيبة والظلم لغلمانه، فكانوا يخافونه خوفاً شديداً، مما دفع إلى قتله سنة 490هـ ([1]
وقد أرسل السلطان بركيارق جيشاً إلى خراسان لمحاربة عمه أرسلان أرغون ولم يكن قد علم بوفاة عمه على يد أحد غلمانه، وجعل أخاه معز الدين أبا الحارث سنجر بن ملكشاه على خراسان -الذي ولد بمدينة سنجر عام 479هـ وهي إحدى مدن الجزيرة والتي سمى على اسمها على عادة الأتراك- على رأس الجيش وأرسل معه الأمير قماج ليعاونه حتى يقضيان على فتنة عمه. وكان بركيارق قد أصدر أمراً بتولية سنجر حاكماً على خراسان حينما علم باستيلاء عمه عليها [2]، وبعد أن حاربه عمه سار بركيارق على رأس جيش آخر إلى خراسان، وقبل أن يصل إلى خراسان علم بمقتل عمه، ومن ثم دانت له بلاد خراسان، ثم أجلس أخاه سنجر على عرش خراسان سنة 490هـ ثم رجع إلى بغداد، وقد تولى سنجر الحكم على بلاد خراسان في عهد أخيه السلطان بركيارق لمدة عشرين عاماً وكان والياً على بلاد ما وراء النهر ومن ثم فقد سمى ملك المشرق [3].

[1] تاريخ دولة آل سلجوق، ص 238، الدولة السلجوقية في عهد السلطان سنجر، ص 50 ..
[2] السلاجقة في التاريخ والحضارة، ص 48.
[3] العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 610.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست