اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 97
جميلاً، ذا جسم عَمَمٍ [1]، تعلوه حمرة، أسود الشعر، معتدل القامة، جهوريّ الصوت، فصيحاً جَزْل المنطق، لايراه أحد إلا أحبه بديهة، وكان في كبره شيخاً وقوراً، أبيض الشعر، كثَّ اللحية، واضح بياض الاسنان، وكان عظيم الهامة، طويل القعدة، شَثْن الكفِّ، أشهل العين.
أ- لقاءه بمحمد بن تومرت:
عندما رجع ابن تومرت إلى إفريقية هو ورفيقه الشيخ عمر الهنتاني صادف عبد المؤمن، فحدَّثه ووانسه، وقال: إلى أين تسافر؟ قال: أطلب العلم. قال: قد وجدت طلبتك. ففقهه، وصحبه، وأحبه، وأفضى إليه بأسراره لما رأى فيه من سمات النُّبل [2] وكان بن تومرت يمدحه بهذه الأبيات:
تكاملت فيك أوصاف خُصِصت بها
فكلنا بك مسرور ومغتبطُ
السن ضاحكة والكف مانحة
والنفس واسعة والوجه منسبط (3)
وكان بن تومرت يقول لأصحابه: صاحبكم هذا غلاّب الدول لقد كان بن تومرت يعمل على أن يكون عبد المؤمن صورة حقيقية له ولذلك أعده الإعداد اللازم للقيادة والزعامة والرياسة وعلمه ودربه وأمر أتباعه بإطاعة عبد المؤمن في كل مايقول وأن يقتدوا به في كل ما يفعله وكان عبد المؤمن له من الاستعداد الفطري بحيث يستطيع أن يتقن كل مايقال له من تعليم وتدريب، [1] عِظمُ الخلق في الناس وغيرهم [2] انظر: سير اعلام النبلاء (20/ 367،368)
(3) انظر: النجوم الزاهرة (5/ 363)
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 97