اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 33
من سطوة المرابطين ذهب إلى بلاد هرغة حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة فاحتمى بشوكتيهما من المرابطين، كما توفر له عندهم الجو المناسب لمواصلة الدعوة.
هكذا تمكن ابن تومرت من تكوين قاعدة شعبية قوية لدعوته وقد كانت هذه القاعدة في غاية التلاحم والتفاهم مع القيادة مما أدى إلى اعجاب الناس بها ومن ثم تقبلهم لمبادئها [1].
3 - ومن الخطوات التي سلكها ابن تومرت تحديد موقفه من دولة المرابطين والتي كانت تبسط سلطانها السياسي على بلاد المغرب، وقد جاء عمله بهذه الخطوة اذا ماقورن بالخطوتين السابقتين، وذلك لأن بن تومرت لم يرد أن يحدد موقفه من دولة المرابطين، إلا بعد أن يشيع بين الناس ذكره، ويكوّن قاعدة شعبية يتكئ عليها في ساعات الخطر، فلما أطمأن إلى وجود هذه القاعدة، وإلى أنه لم يصبح نكرة عند كثير من الناس، أعلن رأيه في دولة المرابطين، متخذاً الأمر بالمعروف ستاراً لتحقيق غايته وطريقا لاظهار مفاسد دولة المرابطين فبدأ بالطعن في عقيدة المرابطين ووصفهم بالتجسيم والكفر والنفاق كما قال لاتباعه بأن غزوهم ومقاومتهم أوجب من حرب النصارى والمجوس [2].
وعندما أدرك ابن تومرت المخاطر التي تهدده من قبل المرابطين، لاسيما أن دعوته قد وصلت إلى مرحلة الظهور والجهر بالأهداف، فقرر الانتقال إلى بلاد السوس مسقط رأسه حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة سنة 515هـ [1] انظر: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود العدد السادس ص (551) [2] البيذق: أخبار المهدي بن تومرت ص (9)
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 33