اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 325
اراضي المغرب، واصاب هيبتهم، فتيمن المسلمون بقيادته، وتفاءلوا بانتصاراته الرائعة، وظل في جهاده المبارك إلى أن توفاه الله سنة 923هـ، وخلف ولدين، وكان أبو العباس أحمد الأعراج اكبرهم، فبايعه الناس بعد والده، وحارب البرتغاليين وانتصر عليهم، وفي سنة (930هـ) دخل مراكش وجعلها عاصمة السعديين. وفي سنة (940هـ) اتفق مع الوطّاسيين على اقتسام المغرب على ان يكون نصيب الاشراف السعديين من (تَادله) [1] إلى (السوس)، وللوطّاسيين من (تَادلة) إلى المغرب الأوسط.
وانتزع أبو عبد الله محمد الشيخ الأخ الاصغر الملك من أخيه وألقى القبض عليه واستطاع أن يقبض على الوطاسيين سنة (961هـ) ودخل مدينة فاس فصفا له ملك المغرب، ولكنه قتل سنة (964هـ) وتولى زمام الأمور من بعده ابنه عبد الله الغالب، فحارب الأتراك والبرتغاليين وتوفي سنة (981هـ) [2] فقام على العرش بعده ولده محمد المتوكل وكان فظا غليظا مستبدا ظالما، قتل اثنين من اخوته عند وصوله إلى الحكم، وأمر بسجن آخر، فكرهته الرعية [3] وصفه السلاوي بقوله: (وكان السلطان المذكور فقيها أديبا مشاركا مجيدا قوي العارضة في النظم والنثر، وكان مع ذلك متكبِّر تيَّاها غير مبال بأحد، ولا متوقف في الدماء، عسوفا على الرعية، ومن شعره قوله:
فقُمْ بنا نصطبح صهباء صافيةً ... في وجْهِها عسجدٌ في وجهه نُقَطُ [1] انظر: قادة فتح بلاد المغرب (2/ 204). [2] المصدر السابق نفسه. [3] انظر: وادي المخازن ص23.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 325