اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 30
المنكر حتى ناله شيء من الأذى بسبب ذلك [1].
ويبدو أن ابن تومرت كان يهدف من وراء اظهاره للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى تحقيق غرضين: الأول منهما هو لفت انظار الناس إليه من البلاد التي مر بها حتى يعد من المصلحين، أما الثاني فهو تكوين بعض الخلايا السرية في تلك البلاد من الأفراد الذين يعجبون بمنهجه، وذلك ليكونوا دعاة إلى أفكاره ومبادئه، وقد نجح في ذلكم حيث يذكر البيذق أنه كان كان لابن تومرت بمصر واحد وخمسون رجلاً من أهلها "وكانوا له مثل أعضائه وجسده سامعين لقوله مجيبين لأمره مؤمنين به. ولما تبين حالهم بذلك اختار لهم الاقامة هناك ... " [2].
ان ابن تومرت لما وصل إلى بلاد المغرب انتقل من الجانب التنظيري في دعوته، الى الجانب العملي حيث جد في تكوين قاعدة لدعوته، وكانت وسيلته المعلنة في ذلك هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واقامة حلقات للتدريس ينشر من خلالها افكاره ليستقطب بعد ذلك من يتقبلها من تلاميذه.
ويبدو أن جرأة ابن تومرت في الكلام، وتظاهره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى جانب كونه يتوجه في دعوته الى التجمعات الشعبية العامة كانت من العوامل القوية لنجاح دعوته في هذه المرحلة [3] حيث يذكر تلميذه البيذق، أنه ما أن حل ببلاد المغرب الأدنى حتى كثر حوله المؤيدون والأنصار، فاختار بعضهم ممن يتوسم فيهم القبول المطلق لدعوته ومخايل [1] انظر: وفيات الأعيان (5/ 46) [2] انظر: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود العدد السادس ص (549) [3] انظر: الدعوة الموحدية بالمغرب عبد الله علام ص (85)
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 30