responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 166
إن المنصور الموحدي لم يعلن صراحة بطلان مادعا إليه بن تومرت، لأن الكثير من الناس ببلاد المغرب الأقصى، لا سيما العامة وشيوخ الموحدين، وزعماء القبائل، قد تعلقوا بدعوة ابن تومرت، واقتنعوا بصحة ما قال به أو دعا إليه، فلو واجههم المنصور بالنقد الصريح أو العمل الجاد للقضاء على دعوة ابن تومرت لنشأ عن ذلك رد فعل خطير من قبل اولئك القوم قد لايستطيع رده أو التصدي له، وهذا بلا شك جعله يكتفي ببيان موقفه منها دون اتخاذ أي خطوات عملية ضدها ولكن وبالرغم من قلة ماقام به المنصور من جهد، أو عمل مضاد لدعوة ابن تومرت، إلا أن عمله هذا كانت له نتائج ايجابية وطيبة، حيث أنه بهذا الاجراء كسر ذلك السياج الذي أحيطت به دعوة ابن تومرت، مما دعى الكثير من الموحدين لاسيما المنصفين منهم إلى التمعن في حقيقة دعوة ابن تومرت ودراستها بموضوعية وانصاف، فبانت لهم حقيقتها وما تحمله من جنوح في تفكيرها مما دفعهم إلى الأخذ بالتحلل من تعاليمها شيئاً فشيئاً [1].

ثانياً: سياسة أبي يوسف يعقوب المنصور في الحروب:
تعتبر السنوات الخمس عشرة التي حكمها أبو يوسف يعقوب المنصور، ثالث الخلفاء الموحدين، العصر الذهبي للدولة الموحدية والذروة التي وصل إليها التطور السياسي في المغرب نحو التوحيد واقامة الدولة الكبرى الموحدية.
ولقد كان ذلك العصر الذهبي قصيراً، لايتناسب مع دولة ضخمة مترامية الأطراف غزيرة الثروة والموارد مثل دولة الموحدين، فان خلفاء الموحدين

[1] انظر: مجلة جامعة الامام محمد بن سعود ص575.
اسم الکتاب : دولة الموحدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست