responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوس العالمة المؤلف : المختار السوسي    الجزء : 1  صفحة : 83
لنشك في تلك الرسالة أن تكون له، لو لَم ينسبها له مطلع، فإنها تدل على أن صاحبها مطلع في الجملة على الأساليب العليا في البيان، ثُم جاء ذلك النظم بِما يدل على أنه وإن كان أديبا متضلعا في الفن لَم يعط ذلاقة اللسان إن مال إلى العروض، ومثل هذا رأيناه أيضا لأحمد بن إبراهيم الركني، وإبراهيم الظريفي، وابنه مُحمد، ثم هناك أيضا موسى الودريمي الذي تَخرج بالأستاذ الإفراني صاحب (الصفوة) في الجامع اليوسفي، وذكر أنه أخذ عنه كثيرا حتى تضلع في الأدب واستحضار ما يَحتاجه الأديب لحفظه كثيرا من المختارات نظما ونثرا، ويستحضر كل ما في (المسلك السهل) لشيخه، حتى يخال بأنه في الذروة العليا إن كان دخل في حلبة الصائغين، غير أن نثره في تلك الخطبة العبدونية [1] نفسها من البضاعة المزجاة بِحسب ما يقتضيه ما تلقاه، وإن كان ربّما لا يوجد في المغرب إذ ذاك أعلى من ذلك النفس، وفيها أيضا قواف له لَم تكن لَها روعة القائل المتمكن، وهناك أيضا لعبد الله الأزاريفي تلك المقامة [2] التي رفعها إلى أحد الأمراء، إن دلت على شيء فإنَّها تدل على أن صاحبها متضلع في اللغة، متمكن في معرفة أساليبها، وقد خدمه السعد في تلك المقامة إلى حد بعيد، وتتضمن قوافي يظهر منها أنه وسط في النزع بالقريض، ولو اطلعنا له على غير ذلك لربّما حكمنا له بأنه فذ ذلك العصر، نعم إن هناك شاعرا أعجبنا به إعجابا ما، وهو أحمد الماسجِّيني خريج فاس، فإن قصيدته تدل على تَمكن، وسنعرضها على القارئ، ولو لَم نعرف من أين تَخرج، ولو لَم يصرح هو بنفسه أنه لَم يَجد في سوس نَفاقا لسلعته بعد رجوعه، لربّما تغير حكمنا على هذا الطور متأثرين به، ولكن بعد أن علمنا أنه إنَّما استقى من (وادي الجواهر) وأنه لَم يقتبس من سوس إلا قليلا، وأنه من المفاخر أدركنا أنه لا تَختص بفخره سوس إلا بكونِها أول أرض مس جلده ترابَها، ثم إنها آوته بعد أن رجع إليها أبجر الحقائب، مَمخوض الوطاب، بأدب فاس العالي، وإن كنا نرى أن البذرة الأدبية الأولَى ربّما تلقَّحها من سوس قبل فاس.
وأمَّا عبد الواسع التِّيركتي التملي؛ فإننا ما ذكرناه هنا إلا لأننا وقفنا له على رسالة فيها من الأدب نفحة، وإن لَم يكن طيبها عاليا، وإلا فقد وقفنا له على ما يستحق أن لا يذكر به بين هذه الحلبة، ولكن نريد أن لا يظن أننا عنه غافلون، وأما إبراهيم الأقاوي؛ فإن ما يقوله ربّما عري مما يتذوقه الأدباء من القوافي، ولذوق الأدباء حاسة خاصة، وذلك وراء الوزن والمعنى واللفظ:

[1] في كتاب: (مترعات الكؤوس).
[2] (المعسول) عند ذكر الأزَاريين في (القسم الخامس).
اسم الکتاب : سوس العالمة المؤلف : المختار السوسي    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست