responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 80
* لم يكن انهيار الحكم المركزي لسلاجقة الروم لصالح البيزنطيين، لأن أولئك استمروا في شنَّ الغارات على أراضي الأمبراطورية، وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكَّن الأمبراطور البيزنظي من الاستيلاء على بعض الحصون في المناطق الحدودية [1]، على أنه لم يشأ أن يغامر بالذهاب إلى قيليقية أو إلى بلاد الشام، وكان هذا التصرف منه لصالح السلاجقة الذين تفَّرغوا لمعالجة مشكلاتهم الداخلية [2].
* جاولي سقاوة: بعد وفاة قلج أرسلان وغرقه في نهر الخابور عام 500هـ/1107م، أضحى بوسع جولي أن يدخل الموصل، غير أن ما أقترن به حكمه من الوحشية لم يلبث أن جعله مكروهاً عند الناس كما أنه لم يزد عن جكرمش فيما أظهره من الاعتراف بسلطة السلطان محمد على الرغم من أنه خطب باسمه في الموصل [3]، إذ أعلن استقلاله وقطع كل صلة به، مما دفع السلطان محمد لأن يعهد في شهر ذي القعدة عام 501هـ/شهر حزيران عام 1108م إلى أحد رجاله، وهو مودود بن التونتكين بطرد جاولي من الموصل والحلول مكانه في حكمها [4]، وهكذا اضطر جاولي إلى الفرار محَّدداً من الموصل، وذهب إلى الجزيرة حيث التفَّ حوله جميع أعداء الدولة السلجوقية وعلى رأسهم قبيلة بني مزيد العربية، كما لم يتردد في محالفة القوى الصليبية المجاورة، فأطلق سراح بلدوين الثاني دي بورج أمير الرها، وعقد معه تحالفاً ضد السلاجقة [5]. ودخل مودود الموصل وسط ترحيب السكان في شهر صفر عام 502هـ/شهر أيلول عام 1108 [6].

5 - شرف الدولة مودود بن التونتكين 501هـ - 507هـ/1108م - 1113م:
يحتل مودود مكانة خاصة في تاريخ الجهاد ضد الصليبيين، وقد أسهمت في تكوين هذه المكانة عوامل عدة أهمها - ولا ريب - الفترة المبكرة التي ظهر فيها، والطابع الإسلامي العميق لشخصيته المتفانية في سبيل أهداف المسلمين الكبرى، وسياسته الداخلية العادلة السمحة وقدرته - بناء على ذلك كله - على تزعُّم حركة الجهاد وإيجاد نوع من التنسيق، ربما لأول مّرة، بين كافة القوى الإسلامية في ساحات الجهاد، الأمر الذي لن نجده متبلوراً

[1] المصدر نفسه ص 112.
[2] المصدر نفسه ص 112.
[3] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 68.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 68.
[5] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 68.
[6] الباهر لابن الأثير ص 17.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست