responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
إنطاكية، وجيش ضم فرسان الصليبيين وأمراءهم وعدداً كبيراً من الأرمن ورجال الدين، بلغ عدده نحو ثلاثة آلاف فارس، ونحو ثلاثة أمثال هذا العدد من الرجالة، والواقع أن هذا الجيش يمثل القوة الضاربة الكاملة لدى صليبيين شمالي الشام، عدا حاميات الحصون، وعندما احتشد هذا الجيش أمام حران كان جكرمش وحليفه لا يزالان يزحفان نحو " الرها " [1].
كاد الصليبيون أن يستولوا على حران، بعد وقت قصير من فرض الحصار عليها، إلا أن الخلاف الذي نشب بين بلدوين بي بور، وبوهمند، وإصرار كل منهما على رفع رايته على المدينة بعد الاستيلاء عليها، ساعد على صمود حران، وأتاح للمسلمين فرصة التحرك لقتال الصليبيين قبل سقوط هذا الموقع بأيديهم، وتم اللقاء بين الطرفين على نهر البليخ في التاسع من شعبان، حيث أظهر المسلمون الهزيمة، فتبعهم الصليبيون نحواً من فرسحين، فأعاد المسلمون الكرة عليهم، وأبادوا معظم قواتهم [2]، وغنموا مقادير كبيرة من الأموال والممتلكات [3]، وكان بوهمند أمير إنطاكية وابن أخته تانكر، قد كمنَا خلف إحدى المرتفعات لينقضا على المسلمين من مؤخرتهم حين يشتد القتال، فلما خرجا شاهدا هزيمة رفاقهم ونهب معسكراتهم، فأقاما في أماكنهما إلى الليل، ومن ثم تسللاَّ هاربين، فتبعهما المسلمون وقتلوا وأسروا من أصحابهما عدداً كبيراً، بينما تمكّنا هما من الفرار إلى الرها. أما بلدوين وجوسلين فقد تم أسرهما. وكان بلدوين قد انهزم مع جماعة من قواده وخاضوا نهر البليخ، إلا أن الأوحال أعاقت تحُّركهم السريع، فلحقهم قائد تركماني من أصحاب سقمان وتمكن من أسرهم؛ حيث حمل بلدوين إلى سيده سقمان [4].

ب- الخلاف بين جكرمش وسقمان: وعندما رأى أصحاب جكرمش أنّ قوات سقمان قد استولت على حصة الأسد من غنائم الصليبيين قالوا لسيدهم: أي منزلة تكون لنا عند الناس وعند التركمان إذا انصرفوا بالغنائم دوننا؟ وحسنوا له اختطاف بلدوين، فأرسل جكرمش بعض أصحابه، حيث تمكنوا من اختطاف الأمير الصليبي من معسكر سقمان. فلما علم هذا بما حدث، وكان خلال ذلك غائباً عن مقره، شق عليه الأمر، وتهيأ أصحابه للقتال، إلا أنه ما لبث أن ردّهم وقال لهم: لا أوثر شفاء غيظي بشماتة الأعداء بالمسلمين [5]، ومن ثمّ تقَّدم على رأس قواته، وأخذ سلاح الصليبيين وراياتهم، وألبس،

[1] الحروب الصليبية وسمات (2/ 71 - 72) المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي ص 96.
[2] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي ص 96.
[3] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي ص 96.
[4] المصدر نفسه ص 97.
[5] الكامل في التاريخ (8/ 466).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست