responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 617
وجعل لكل أمير وطائفة جزءاً من السور واشترك هو وولده في تخريبها وأرسل إلى أخيه العادل، الذي كان نازلاً على بلدة يبني بالقرب من الرملة ويافا وطلب منه أن "يسوف القوم ويطول حديث الصلح معهم، ريثما نتمكن من خراب البلد [1]. وقد تألم الناس على ما يفعلونه ووقع فيهم الضجيج والبكاء، لأن عسقلان كانت مدينة نضرة خفيفة على القلب، محكمة الأسوار، عظيمة البناء، مرغوبة في سكناها حتى سميت عروس الشام لحسنها [2]. وبعد إكمال تخريبها أمر بإضرام النار فيها، وهاجرها وأهلها وتفرقوا بين مصر والشام واستمرت أعمال التخريب والحرق إلى مستهل رمضان 587هـ/نهاية أيلول 1191م. ولم يكد الجيش يفرغ من تخريب عسقلان حتى سار إلى يبني مقر قيادة العادل، ثم مضى إلى الرملة ([3]
أما ريتشارد فإنه انشغل بإقامة التحصينات في يافا، ولم يخاطر في الهجوم على بيت المقدس، لأنه إذا غامر بالمسير نحو هذه المدينة، فثمة احتمال قوي أن يقوم جيش صلاح الدين بقطع طريق الاتصال بينه وبين البحر، فكان من الحكمة والتعقل أن يتأكد من مناعة يافا قبل أن يشرع في مغامراته، لأن الخسارة تكون أشد وجعاً لسمعة الصليبيين إذا استولوا على المدينة ثم يضطرون إلى تركها ثانية [4]. ومع ذلك فإن التمهل والإرجاء أضحيا بالغي الطول، فتهيأت لصلاح الدين الفرصة لتدعيم وسائل الدفاع عن المدينة المقدسة، وتنظيم صفوف جيشه للجولة التالية في وقت كان الصليبيون ينعمون بأسباب الراحة يافا، فاهتمام ريتشارد بيافا وتعميرها لم يقل عن اهتمام صلاح الدين بتدمير عسقلان، لأن القائد الصليبي أدرك أنه يتعذر عليه أخذ بيت المقدس دون إحكام سيطرته على يافا لاسيما وأن عسقلان قد تم تخريبها [5].

ثامناً: تنظيم الدفاع عن القدس: لم يعد صلاح الدين إلى القدس إلا متأخراً، أي في آخر ذي القعدة 587هـ، إلا أنه أرسل إليها الملك العادل لتفقد أحوالها والنظر في عمارتها [6]. وفضل أن يقيم في المناطق القريبة منها التي خربها الجيش، أي بالقرب من الرملة. وقصد من ذلك أن يكون قريباً من

[1] النوادر السلطانية ص 188.
[2] معجم البلدان (4/ 122) آثار البلاد ص 222.
[3] النوادر السلطانية ص 189 كتاب الروضتين (2/ 192) ..
[4] الجيش الأيوبي ص 479.
[5] المصدر نفسه ص 480.
[6] النوادر ص 192 الجيش الأيوبي ص 480.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 617
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست