responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 593
المؤمنين في الخطاب الذي أرسله إليه مع رسوله ابن منقذ وهذه مسألة لها أهمية خاصة على أساس أن الاعتراف بالخلافة الموحدية وبشرعية الدولة الموحدية القائمة في العلن على تعاليم ابن تومرت المنحرفة وهذا ما بينه القاضي الفاضل مستشار صلاح الدين الأكبر عندما قال: ... بأن الخطاب يكفي وطريق جحدنا له ممكن والكتابة حجة تقيد اللسان عن الإنكار ومتى قرئت على منبر من منابر المغرب جعلنا خالعين في مكان الإجماع مبابعين من لا ينصره الله ولا شوكة فيه ولا يحل اتباعه، مرخصين الغالي منحطين عن العالي شاقين عصا المسلمين، مغرقين كلمة المؤمنين مطيعين لمن لا تحلَّ طاعته، متقلدين لمن لاتصح ولايته [1].
ولو ألتقى صلاح الدين مع السلطان الموحدي في غرفة مباحثات مغلقة لوصلوا إلى أمور تنفع الأمة كلها نظراً لما تميز به صلاح الدين من مرونة سياسية منقطعة النظير ولما وصل إليه السلطان المنصور من حرصه على إصلاح عقائد الموحدين والاقتراب من منهج أهل السنة والجماعة ولكن الله غالب على أمره ومهما يكن من شيء فإن هذا الخلاف السياسي والعقدي الذي وقع بين صلاح الدين وملك الموحدين لم يحل دون تعاون شعوبهما في السراء والضراء كما هو الحال في كل زمان ومكان، فمن المعروف من كتب التراجم المختلفة أن عدداً كبيراً من المغاربة، قد ساهموا في الحروب الصليبية إلى جانب إخوانهم المشارقة واستشهد منهم عدد كبير دفن في فلسطين [2]. إن صلاح الدين سعى للاستفادة من الموحدين ضد الحملة الصليبية الثالثة وهذا يدل على مرونته السياسية الكبيرة فقد أدى ما عليه أما سلطان الموحدين كان يمكنه أن يتجاوز الخلافات المنهجية ويساهم مع صلاح الدين في الدفاع عن الأمة الإسلامية إلا أنه فشل في هذا الاختبار.

5 - دور القاضي الفاضل أثناء حصار الصليبيين لعكا: كان للقاضي الفاضل دور بالغ الأهمية أثناء حصار الصليبيين لعكا وكان متواجداً بمصر آنذاك يدبر شؤونها نيابة عن صلاح الدين، وكان من خلال موقعه هذا يرتب للسلطان أموره من تجهيز العساكر، وتعمير الأسطول، وحمل المال، ونقل الميرة إلى عكا، والسلطان يكاتبه في مهماته، وترجع أجوبته بأحسن عباراته مشيراً وناصحاً ومسلياً وباحثاً عن مصالح الإسلام متقصيا [3]. وكانت مكاتباته تتواصل إلى صلاح الدين أثناء حصار الفرنج لعكا بصفة مستمرة،

[1] صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي (2/ 521).
[2] المصدر نفسه (2/ 521).
[3] كتاب الروضتين (2/ 165) دور الفقهاء والعلماء ص 169.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست