responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 563
الحادي عشر: حصار صور: حقق صلاح الدين في سنة 583هـ/1187م انتصارات عظيمة ضد الصليبيين، سيطر خلالها على معظم أنحاء مملكة بيت المقدس، ما عدا مدينة صور التي وصفها المؤرخون المسلمون بأنها مدينة حصينة متوسطة في البحر كأنها سفينة، ليس لها طريق إلى البر إلا من مكان واحد له سبعة أبراج [1]. فضلاً عما كانت تتمتع به من أسوار منيعة وأبراج عالية قد امتلأت بالصليبيين الهاربين إليها بسبب الأمان الذي منحه صلاح الدين للصليبيين، مقابل تسليم مدنهم له [2] وإذا كان الصليبيون فقد فقدوا في معاركهم ضد صلاح الدين معظم زعمائهم وقادتهم وقعوا بين قتلى وأسرى فإنه قد ظهر بينهم بعض القادة الأكفاء الذين تولوا مهام أمورهم خاصة كونراد مونتفرات [3] الذي وصفه ابن شداد بقوله: أنه كان رجلاً عظيماً ذا رأي وبأس شديد في دينه وصرامة عظيمة [4]، ووصفه سبط ابن الجوزي بأنه: كان شجاعاً حازماً [5] وكونراد هذا أو المركيس - كما تسميه المصادر العربية أصبح زعيماً للصليبيين وقبل من بداخل المدينة من الأمراء وفرسانهم أن ينضووا تحت لواء كونراد ويعترفوا له بالزعامة عليهم، مقابل تعهده بالدفاع عنهم وحمايتهم من هجمات المسلمين، كما تقّرر رفض ما عرضه صلاح الدين من شروط أثناء المفاوضات وسارع في إرسال الوفود لطلب المدد والعون من الغرب الأوروبي وحمل عبئ الدفاع عن ما تبقَّى من الكيان الصليبي في بلاد الشام حتى قدوم الحملة الصليبية الثالثة (6)
واضطر صلاح الدين لرفع الحصار الأول لصور قبل فتح بيت المقدس وعمل كونراد على تقوية استحكامات المدينة وإعدادها للمعركة المنتظرة، فحفر خندقاً في الجانب الشرقي وهو الجانب الوحيد يربط المدينة بالبر، فأضحت المدينة كالجزيرة، وحصَّن أسوارها مما زاد في مناعتها [7]. ولما عاد صلاح الدين إلى حصارها في 22 رمضان/من تشرين الثاني وبدأ الحصار بضرب أسوار المدينة بقذائف المنجنيق، واستعمل المسلمون مختلف أنواع الأسلحة لاقتحامها، لكن دون جدوى، فقد

[1] كتاب الروضتين (2/ 119) صلاح الدين والصليبيون ص 229.
[2] صلاح الدين والصليبيون ص 229.
[3] المصدر نفسه ص 229.
[4] النوادر السلطانية ص 98.
[5] مرآة الزمان نقلاً عن صلاح الدين والصليبيون ص 230.
(6) الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الأيوبيين ص 170 ..
[7] المصدر نفسه ص 170.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 563
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست