responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 540
التسامح وكرم الأخلاق تجاه أسرى الصليبيين في بيت المقدس الشيء الكثير.
وبلغ من كرم وشهامة صلاح الدين بما قام به تجاه زوجات وبنات الفرسان الصليبيين، الذين قتلوا وأسروا أثناء معاركهم مع صلاح الدين، فقد تجمعن أمام صلاح الدين يبكين، فسأل عن حالهن وما يطلبن، فقيل له إنهن يطلبن الرحمة، فعطف عليهن صلاح الدين وسمح لمن كان زوجها على قيد الحياة بأن تتعرف عليه وأطلق سراحه وسمح لهم بالذهاب حيث يريدون، أما النساء والبنات اللاتي مات أزواجهن وآبائهن فقد أمر صلاح الدين بأن يصرف لهن من خزانته الخاصة ما يناسب عيشتهن ومركزهن وأعطاهن حتى ابتهلت ألسنتهن بالدعاء له [1].

أ- ملكة رومية متعبدة: كانت بالقُدس ملكة رومية متعبَّدة مترهَّبة، في عبادة الصليب متصلبَّة، وعلى مُصابها مُتَلَهَّية وفي التمسك بملتها متصعَّبة متعصَّبة، أنفاسها متصاعدة للحزن، وعبراتها متحدَّرة تَحدُّر القطران من المزن، ولها حال ومال ومتاع، وأشياء وأشياع، وأتباع، فعاذت بالسلطان، فأعاذها، ومنَّ عليها وعلى كل من معها بالإفراج، وأذن في إخراج كلَّ مالها في الأكياس والأخراج، وأبقى عليها مصوغات صُلبانها الذهبية المجوهرة ونفائسها، وكرائم خزائنها، فخرجت بجميع مالها وحالها، ونسائها، ورجالها وأسفاطها وأعدالها، والصناديق بأققالها، وتبعها من لم يكن من أتباعها، فراحت فرحى، وإن كانت من شجنها قَرْحى [2].

ب- زوجة ملك مأسور: خرجت زوجة الملك المأسور كي، وهي ابنة أماري وكانت مقيمة في جوار القُدْس مع مالها من الخَوَل والخَدَم والجواري، فاستأذنت في الإلمام بزوجها، وكان بقيده مقيماً في بُرْج نابُلُس، موكلاً به ليوم وَعْدِ تسريحه، فأذن لها، فخلصت هي ومن تبعها، وأقامت عند زوجها [3].

ج- الإبرنساسة أم هنفري: خرجت الإبرنساسة أم هنفري وهي ابنة فليب وزوجة الإبرنس الذي سُِفك دمه يوم حطين وهي صاحبة الكَرَك والشَّوبك وهي بنَّوابها محوطة وبرأيها منوطة، فجاءت سائلة في ولدها العاني، فوعِدت أنها إن سمحت بحِصنها سمح لها بابنها، ثم أعفيت وأُطلقت وعُصمت واستحضر ابنها هنفري بن هنفري من دمشق إليها، وأقَّر برويته عينيها، وسار معها من الأمراء والأمناء من تسلَّم منهم تلك المعاقل، فمضت إلى

[1] صلاح الدين والصليبيون ص 218.
[2] كتاب الروضتين (3/ 343) بيت المقدس أمام أحداث التاريخ ص 343.
[3] المصدر نفسه (3/ 343).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 540
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست