responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 488
صَبَّحهم بغدره وحَصَلوا بأسرهم في أسره، فدخل السلطان بلاده، وأذَّل أعوانه وأجناده ونصر الله المسلمين بالرُّعب، فأحرق من الخوف قلعة شامخة تُعرف بالما نقير، وبادر المسلمون إلى إخراج ما فيها من الآلآت والغَّلات فتقوَّوا بها وتمموا هدمها إلى الأساسي [1]، وأذعن الأرمني وذَلَّ وأطلق ما بيده من الأسارى ورجع السلطان مؤيّداً منصوراً ووصل إلى حماة في أواخر جُمادى الآخرة [2].

12 - المنجمون وهلاك العالم: في سنة 582هـ، كان المنجون في جميع البلاد يحكمون بخراب العالم في هذه السنة في شعبان عند اجتماع الكواكب الستة في الميزان بطوفان الريح في سائر البلدان، وخَّوفوا بذلك من لا وثوق له باليقين ولا إحكام له في الدين، من ملوك الأعاجم والروم وأشعروهم من تأثيرات النجوم، فشرعوا في حفر مغارات في التخوم، وتعميق بيوت في الأسراب وتوثيقها وسَّد منافسها على الرَّيح وقطع طريقها ونقلوا إليها الماء والأزواد وانتقلوا إليها وانتظروا الميعاد وكلمَّا سمعنا أخبارهم استغربنا في الضحك من عقولهم، وصلاح الدين متنمرَّ من أباطيل المنجَّين موقن أن قولهم مبنيُّ على الكذب والتخمين، فلما كانت الليلة التي عينَّها المنجمون لمثل ريح عاد [3] ووصف لنا العماد تلك الليلة فقال: وقد شارفنا الميعاد ونحن جلوس عند السلطان في فضاء واسع، وناد للشموع الزّاهرات جامع، وما يتحرك لنا نسيم ولا لسرح الهواء في رعي منابت الأنوار مُسِيْمُ وما رأينا ليلة مثلها في ركودها وركونها وهدوَّها وهدونها [4].

13 - مرعاة الخليفة العباسي لرعاياه من اليهود: وفي سنة 573هـ جرت فتنة عظيمة بين اليهود والعامّة ببغداد، وكانت بسبب أن مؤذَّنا عند كنيسة اليهود نال منه بعض اليهود بكلام، فشتمه المسلم فاقتتلا، فجاء المؤذّن يشتكي منه إلى الديوان وتفاقم الحال، وكثرت العوام وأكثروا الضَّجيج، ولمَّا كان يوم الجمعة مَنعِت العامة إقامة الخطبة في بعض الجوامع وخرجوا من فورهم، فنهبوا سوق العطّارين الذي فيه اليهود وذهبوا إلى كنيسة اليهود فنَهبوها، ولم يتمكن الشًُّرط من رَدَّهم فأمر الخليفة بصلب بعض العامة، فأخرج في الليل جماعة من الشُّطار الذين كانوا في الحبوس وقد وجب عليهم

[1] المصدر نفسه (3/ 55).
[2] سنا البرق الشامي (1/ 347 - 348).
[3] كتاب الروضتين (3/ 264).
[4] المصدر نفسه (3/ 264).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 488
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست