responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 486
الزاهد ورزق منها الشيخ أحمد وإخوته وكان أبو الحسن مقرئاً يؤمُّ بالشيخ منصور، فتوفي وإبنه أحمد حمل فربّاه خاله، فقيل: كان مولده في أول سنة خمس مئة، قيل: إنه أقسم على أصحابه إن كان فيه عيب يُنبَّهونه عليه فقال الشيخ عمر الفاروثيُّ: يا سَّيدي أنا أعلُم فيك عيبا. قال: ما هو؟ قال: يا سيَّدي، عيبُك أننا من أصحابك، فبكى الشيخ والفقراء، وقال: أي عمر: إن سَلِم المركب حمل من فيه وقيل: إن هرة نامت على كم الشيخ أحمد، وقامت الصلاة فقص كُمَّهُ وما أزعجها، ثم قَعد، فوصله وقال: ما تغير شيء وقال: أقرب الطريق الإنكسار والذُّلُّ والافتقار؛ تُعظَّم أمر الله وتشفق على خلق الله وتقتدى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم [1]، وكان لا يقوم للرؤساء ويقول: النَّظر إلى وجوههم يُقسَّي القلب وكان كثير الاستغفار، عالي المقدار، رقيق القلب، غزير الإخلاص، توفي سنة ثمان وسبعة وخمس مئة في جمادى الأولى [2].

9 - ما قيل من شعر:
أ- في وقعة مرج العيون: قال الشاعر ابن التّعاويذي في مدح صلاح الدين:
كاد الأعادي أن يُصيبك كيدُها ... لو لم تَكِدْك برَأيها المأفون
تُخفي عداَوَتها وراء بشاشة ... فَتَشِفُّ عن نظر لها مشفون (3)
دَفَنَت حبائل مَكْرِها فرددتها ... تدوى بغيط صُدُورها المدفون
وعلمت ما أخفوا كأنَّ قُلُوَبهُم ... أفضت إليك بسَّرها المخرون
كمنوا وكم لك في كمين سعادة ... في الغيب يظهر من وراء كمين
فهوت نجوم سُعُودِهِم وقضى لهم ... بالنحس طائرهم بمرج عيون (4)

وجاء في تلك القصيدة
أضحت دمشقُ وقد حَلَلْت بجوَّها ... مأوى الطريد ومَوْئِل المسكين
لك عفةٌ في قُدرةٍ وتواضعٌ ... في عزة وشراسة في لين

[1] سير أعلام النبلاء (21/ 79).
[2] المصدر نفسه (21/ 80).
(3) مشفون: من الشفن أن يرفع الإنسان طرفه ناظراً إلى الشيء كالكاره له أو المبغض.
(4) كتاب الروضتين (3/ 33).
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست