responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 460
القعدة عام 583هـ/عام 1188م بعد أيام من رفع الحصار عن صور، بحضور أبنائه وأمرائه وموظفيه، وقد أشاد إسحاق الثاني انجيلوس في رسالته لصلاح الدين بما قام به من جهد في سبيل إطلاق سراح أخيه، أعرب عن إمتنانه، وسأل صلاح الدين الرسولين عن أحوال الإمبراطورية، ولعل أهم خبر حملته البعثة، الإشارة إلى ما حدث في الغرب من الدعوة إلى حملة صليبية جديدة، وقد كان صلاح الدين على علم بهذه الأنباء، فتبين له إخلاص إسحاق الثاني وقد شعر صلاح الدين وإسحاق الثاني بالإنزعاج من هذه الأنباء وقد أراد صلاح الدين ضمان مساعدة إسحاق الثاني انجيلوس أثناء اجتياز الحملة بلاده التي تعد ممراً طبيعياً للحملات البرية، لذلك أرسل مع الرسولين البيزنطيين عند عودتهما، رسلاً من قبله للتفاوض مع الإمبراطور البيزنطي بشأن قيام تحالف عسكري بين الدولتين الأيوبية والبيزنطية للتصدي للغزو الصليبي، وكان من بين الهدايا التي أرسلها صلاح الدين إلى إسحاق الثاني انجليوس منبراً لتنصيبه في مسجد القسطنطينية مع اهتمامه بعمارته، والمحافظة على الشعائر الإسلامية في العاصمة البيزنطية، وأبدى إسحاق الثاني انجيلوس رغبة في مراعاة الشعائر اليونانية في كنائس فلسطين [1] وسيأتي الحديث مفصلاً عن العلاقة الأيوبية البيزنطية في الحملة الصليبية الثالثة لاحقاً بإذن الله.

ثامناً: علاقة صلاح الدين بالصليبيين قبل حطين:
كان صلاح الدين يهدف إلى توحيد مصر وبلاد الشام من أجل تحقيق النصر على الصليبيين وفي نفس الوقت أدرك صلاح الدين أن مقاومة الصليبيين وإشغالهم لا يجوز أن ينتظر تحقيق الوحدة الشاملة ولذلك اعتمد صلاح الدين في استراتيجية العمل على هذين الخطين، خط الوحدة، وخط مقاومة الصليبيين واستغلال كل ظرف يمكن أن يفيد منه في مقاومة الصليبيين ولم يغفل صلاح الدين في خضم ذلك أن يتبع العديد من الإستراتيجيات وكان منها:
أ- العمل على زيادة تحصين مناطق سيطرته في مصر والشام، سواء أكان ذلك بزيادة قواته العسكرية والاهتمام بقسميها البري والبحري، أو بالعمل على بناء تحصينات وقلاع تؤمن له ولقواته حماية أفضل أو لجعلها مناطق مراقبة لتحصينات الصليبيين، فاهتم بتحصين القاهرة والإسكندرية ودمياط وبنى القلاع في بلاد الشام مثل قلعة عجلون، وفي نفس الإتجاه العمل في سبيل السيطرة على القلاع والحصون الواقعة تحت السيطرة الصليبية أو العمل على

[1] موسوعة تاريخ العرب العصر الأيوبي ص 66.
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست