responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 457
بتقوى الله والحفاظ على الصلاة، وقصد المساجد الجامعة، ولزوم نزاهة الحرمات واجتناب المحرمات، وإحسان السيرة في الرعايا، وإظهار العدل في الرعية، وحفظ الثغور، ومجاهدة الكفار، والاعتماد في إدارة شؤون البلاد على أصحاب الدين والعفاف، ثم أشار إليه بواجب شكر الخلافة على ما أسبغت عليه من التأييد والاحترام [1]. وأطمأن صلاح الدين لمساندة الخليفة له وتقبَّل كتابه بقبول حسن، وكتب إليه يقول: الخادم ولله الحمد بعدَّد سوابق في الإسلام، والدولة العباسية لا يعمرها أولية أبي مسلم لأنه والى ثم وارى، ولا آخرية طغرلبك لأنه نصر ثم حجر، والخادم خلع من كان ينازع الخلافة رداءها ...
فكسر الأصنام الباطنية بسيفه الظاهر [2] وكان يخطب له على المنابر في جميع الأراضي التابعة له، ويرتدي الخطباء في كل مناسبة شارات الدولة العباسية، ويرفعون أعلامها السوداء [3].
وفي المقابل، امتنع الخليفة عن منح الخلع السوداء والعمامة السوداء وفي المقابل امتنع الخليفة عن منح الخلع السوداء، والعماة السوداء، لأحد المقربين أو الأمراء ممن يدخل في حكم صلاح الدين، وذلك احتراماً له وتقديراً لشخصه وتمييزاً له عن غيره، من ذلك، أنه رفض في عام 578هـ/1182م منح الأمير جمال الدين خوشترين الذي هرب من الموصل وأراد الالتحاق بصلاح الدين، خلعة سوداء وعمامة سوداء بناء على طلبه [4]، مما يدل على رغبة الخليفة الصادقة في الحفاظ على العلاقات الطيبة مع صلاح الدين [5]، إلا أن الخليفة العباسي لم يمنحه تقليداً بولاية الموصل، وكان صلاح الدين قد وجّه عدة رسائل إلى بغداد يوضح حاجته في الحصول على تقليد بإمارة الموصل، لكن طلبه لم يتحقق، برغم أنه أعطاه تقليد بإمارة آمد في ديار بكر (6)
وتعد الموصل قريبة جداً من حدود الخلافة، مما يثير مخاوف الخليفة ويذكر المؤرخون أن السبب الذي حمل الخليفة الناصر على عدم إعطائه تقليداً بولاية الموصل ربما يكون الخوف من امتداد سلطان صلاح الدين إلى البلاد القريبة من الخلافة كالموصل والجزيرة، وفي خلاف صلاح الدين مع سيف الدين غازي صاحب الموصل استجاب صلاح الدين لرغبة الخليفة وانسحب من سنجار، ولكن صلاح الدين تجاوز هذا الموقف بعتاب رقيق، ولكنه استمر في طاعته، ومراسلة الخليفة، وإطلاعه على إنجازاته وأعماله أولاً بأول وخاصة معركة حطين، وخاطبه قائلاً:

[1] تاريخ الأيوبيين ص 85.
[2] كتاب الروضتين (3 - 85 - 86) تاريخ الأيوبيين ص85.
[3] رحلة ابن جبير جبير ص 51 تاريخ الأيوبيين ص 85.
[4] تاريخ الأيوبيين ص 86.
[5] المصدر نفسه ص 86.
(6) كتاب الروضتين نقلاً عن تاريخ الأيوبيين ص 86 ..
اسم الکتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست